فإن المسمى يظهر بالإسم ويعرف به، والأركان الأربعة: الحياة والموت والرزق والعلم التي وكل بها أربعة أملاك هي إسرافيل وعزرائيل وميكائيل وجبرائيل" انتهى ما أردنا من كلامه زاد الله في مقامه.
وهذا التحقيق الرشيق في كمال الصحة والمتانة ببعض الأنظار والإعتبارات، وليكن الأنسب بالإعتبار أن يكون الإسم الموصوف بهذه الصفات مقام إطلاق الحقيقة المحمدية، أي مقام المشيئة التي مبعد عنها الحدود حتى حد المهية. مستتر غير مستر، أي خفائه لشدة ظهوره، وكذا ساير الصفات المناسب لهذا المقام الذي لاحد له ولا رسم، وقوله: فجعله أربعة أجزاء، أيضا لا يناسب إلا هذا المقام، فإن العقل لم يجعل أربعة أجزاء إلا على وجوه بعيدة عن الصواب. وأما مقام المشيئة فهو مقام الإطلاق، ومع العقل عقل، ومع النفس نفس، ومع المثال مثال ومع الطبع طبع، والمراد بأربعة أجزاء وهو عالم العقل والنفس والمثال والطبع أي العالم المقارن بالصورة والمادة والعالم المجرد عن المادة دون الصورة والعالم المجرد عن المادة والصورة دون المتعلق بالمادة والعالم المجرد عنها دون المهية. وبما ذكرنا يعلم معنى قوله: ليس منها واحد قبل الآخر فإن العوالم الأربعة باعتبار وجهتها إلى المشيئة المطلقة وجنبة "يلى الربى" في عرض واحد لم يكن أحدها قبل الآخر، كما حققنا في أوائل هذه الأوراق عند قوله: اللهم إني أسئلك من بهائك، إلى آخر.
صفحه ۱۱۵