***82]
اللهم إنى أسألك من رحمتك بأوسعها، وكل رحمتك واسعة، اللهم إني أسألك برحمتك كلها.
الرحمة الرحمانية: مقام بسط الوجود، والرحمة الرحيمية: مقام بسط كمال الوجود. فبالرحمة الرحمانية ظهر الوجود، وبالرحمة الرحيمية يصل كل إلى كماله المعنوي وهدايته الباطنية. ولهذا ورد: يارحمن الدنيا وحيم الآخرة، والرحمن بجميع خلقه والرحيم وبالمؤمنين خاصة. فبحقيقة الرحمانية أفاض الوجود على الماهية المعدومة والهياكل الهالكة وبحقيقته الرحيمية أفاض الكمال عليها وطلوع دولتها فى النشأة الآخرة أكثر. وفى بعض الآثار: يارحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما. وذلك باعتبار إيجاد العشق الطبيعي في كل موجود للسير إلى كماله والتدرج إلى مقامه وفي النشأة الآخرة وبروز يوم الحصاد وإيصال كل إلى فعليته وكماله من النفوس الطاهرة الزكية وإيصالها إلى مقامات القرب والكرامات والجنات التي عرضها كعرض السماوات ومن النفوس المنكوسة السبعية والبهيمية والشيطانية وإيصالها إلى النيران ودركاتها وعقاربها وحياتها كل بحسب زرعه، فإن الوصول إلى هذه المراتب كمال بالنسبة إلى النفوس المنكوسة الشيطانية وإن كان نقصا بالنسبة إلى النفوس الزكية المستقيمة الإنسانية.
هذا وعلى طريقة الشيخ محي الدين الأعرابى فالأمر فى رحيميته فى الدارين واضح، فإن أرحم الراحمين يشفع عند المنتقم ويصير الدولة دولته والمنتقم تحت سلطنته وحكمه، والرحمانية والرحيمية، إما فعلية أوذاتيه. فهو تعالى ذو الرحمة الرحمانية والرحيمية الذاتيتين، وهى تجلى الذات على ذاته وظهور صفاته وأسمائه ولوازمها من الأعيان الثابته بالظهور العلمي والكشف التفصيلي فى عين العلم الإجمالي في الحضرة الواحدية، كما أنه تعالى ذوالرحمة الرحمانية والرحيمية الفعليتين، وهي تجلي الذات في ملابس الأفعال ببسط الفيض وكماله على الأعيان وإظهارها عينا طبقا للغاية الكاملة والنظام الأتم. وهذا أحد الوجوه في تكرار الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب التدويني للتطابق بينه وبين الكتاب التكويني، فإن الظاهر عنوان الباطن، واللفظ والعبارة عبارة عن تجلي المعنى والحقيقة في ملابس الأصوات والأشكال واكتسائه كسوة القشور والهيئات. فإن جعل الرحمن الرحيم في بسم الله صفة للفظ الجلالة كانا إشارة إلى الرحمانية والرحيمية الذاتيتين وكانا اللذان بعدهما إشارة إلى الفعلي منهما، والله في الحمدلله وهو الألوهيه الفعلية وجمع تفصيل الرحمن الرحيم الفعليين، والحمد عوالم المجردات والنفوس الاسفهبدية التي لم يكن حيثيته إلا الحمد وإظهار كمال ***83]
صفحه ۸۲