182

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پژوهشگر

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

ناشر

دار المعرفة

محل انتشار

بيروت

- الْإِعْرَاب انتصب رَأيا وَمَا بعده على التَّمْيِيز وروى ابْن جنى بادرة بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْمَعْنى يَقُول هُوَ فى حالتى الرِّضَا وَالْغَضَب أَفعاله مَمْلُوءَة حِكْمَة وعقلا ونادرة فَمن نظر إِلَى أَفعاله اسْتدلَّ بهَا على عقله وإصابة رَأْيه وَقَوله نادرة أى أَفعاله غَرِيبَة لَا تُوجد إِلَّا مِنْهُ وفى رِوَايَة ابْن جنى بادرة أى بديهة ٢٠ - الْمَعْنى يُرِيد أَن سَيْفه يعْمل بكفه لَا بِنَفسِهِ فَإِذا نظرت إِلَى أثر سَيْفه عِنْد ضربه علمت أَن السَّيْف يعْمل بكفه يُرِيد أَن الضَّرْبَة الشَّدِيدَة إِنَّمَا تحصل بِقُوَّة الْكَفّ لَا بجودة السَّيْف لِأَن السَّيْف الماضى فى يَد الضَّعِيف لَا يعْمل شَيْئا قَالَ البخترى (فَلا تُغْلينْ بالسَّيف كُلّ غِلائه ... ليمْضِى فإنّ الكَفَّ لَا السيفَ يَقْطَعُ ...) ٢١ - الْغَرِيب اللّبْث الْمكْث الْمَعْنى يَقُول إِن تَأَخَّرت عطاياه فَإِنَّهَا تزداد كَثْرَة لِأَنَّهُ يعْطى الجزيل وَإِن أَبْطَأَ إِعْطَاؤُهُ وَالْمَاء إِذا طَال مكثه نضب أى فنى على خلاف عطاياه ٢٢ - الْمَعْنى إِنَّه تَعْرِيض بالاستبطاء وَجعل مدحه غناء يَقُول أَنا كالمغنى بمدائحى وَأَنت كالشارب تلتذ بِسَمَاع مديحى وتحرمنى الشّرْب فَأَنا أمدحك بالمديح كَمَا يطرب الْغناء الشَّارِب فَهَل فى الكأس فضلَة أشربها وَهَذَا كُله تَعْرِيض لإبطاء الْعَطاء ٢٣ - الْمَعْنى يَقُول إِنَّك أعطيتنى على قدر الزَّمَان وَأَنا أطلب مَا يُوجِبهُ كرمك ٢٤ - الْغَرِيب تنط من النوط وَهُوَ التَّعْلِيق والضيعة الْبَلدة والقرية قيل هى الْعقار وَالْجمع ضيَاع بِكَسْر الضَّاد وضيع مثل بدرة وَبدر وتصغير الضَّيْعَة ضييعة وَلَا يجوز ضويعة وأضاع الرجل إِذا فَشَتْ ضيَاعه وَأنْشد الْمبرد (فإنْ كُنْتَ ذَا زرع وَنحْلٍ وهجْمَةٍ ... فإنى أَنا المْثْرِى المُضيعُ المُسَوّدُ ...) الْمَعْنى إِذا لم تقطعنى ضَيْعَة فجودك يكسونى وشغلك عَنى يذهب عَنى تِلْكَ الْكسْوَة أَي يسلبها عَنى

1 / 182