160

شرح ديوان الحماسة

شرح ديوان الحماسة

ویرایشگر

غريد الشيخ

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

تشابهنا، ويكون ما نكرة غير موصوفة. ويجوز أن يكون حذف صفته كأنه قال: كما حدثته أي كشيء حدثته. وإنما خص " في أنوفنا وأعناقنا " بالذكر لأنه يقال في الكبر والصعوبة: في أنف فلان خنزوانة، وزم فلان بأنفه، وأنفه أنف الليث، وهو أحمى أنفًا من أن يقبل كذا. ويقولون: في خده صعر، وفي عنقه صور وصيد، وفي ناظره شوس وصاد. قال يصف سيوفًا:
يداوي بها الصاد الذي في النواظر
وقال زيادة الحارثي
لم أر قومًا مثلنا خير قومهم ... أقل به منا على قومنا فخرا
ينتصب قوله " خير قومهم " على أنه بدل من قوله " قومًا ". ويجوز أن يكون صفة. و" أقل " ينتصب على أنه مفعول ثان، و" فخرًا " ينتصب على التمييز. وقوله " به " الضمير منه يرجع إلى ما ذكره ودل عليه من قوله " خير قومهم " يريد أقل بكونهم خيرين. ومثله قول القائل:
إذا زجر السفيه جرى إليه
أي إلى السفه. وتقدير البيت: لم أر خير قوم مثلنا أقل بذاك فخرًا مناعلى قومنا. والمعنى إنا لا نبغي على قومنا، ولا نتكبر عليهم، بل نعدهم أمثالنا ونظراءنا فنباسطهم ونوازنهم قولًا بقول، وفعلًا بفعل.
وما تزدهينا الكبرياء عليهم ... إذا كلمونا أن نكلمهم نزرا

1 / 178