الوجه الأول: [يقال فيها في نحو: لما جاء زيد جاء عمرو] (¬1) حرف وجود لوجود، ألا ترى أن كون وجود مجيء زيد متعلق بكون وجود مجيء عمرو، ومنه: عفا لما عصي، ألا ترى أن وجود العفو -وهو تأخير لعقوبة العذاب- [متعلق بوجود المعصية؛ إذ لا يصح أن يكون مستحقا للعذاب] (¬2) حتى يكون عاصيا، وتختص في هذا الوجه بالماضي على الأصح، وكونها حرفا هو مذهب سيبويه (¬3) ، وذهب الفارسي (¬4) ومتابعوه إلى أنها ظرف بمعنى حين، فيكون المعنى: حين جاء زيد جاء عمرو، وهو غير ملتزم (¬5) .
واجزم بها في نفي فعل سيجي وقوعه نحو: ولما يخرج
الوجه الثاني: من أوجه «لما»: يقال فيها في نحو { بل لما يذوقوا عذاب } (¬6) حرف ينفي حدث المضارع، فيقلبه ماضيا متصلا نفيه بالحال، متحقق الوقوع فيما سيجيء- أي: يستقبل- ألا ترى أنهم لم يذوقوا العذاب إلى الآن، وأن ذوقهم له متوقع، ومنه: لما يخرج، ألا ترى أن المعنى لم يخرج إلى
الآن وأن خروجه متوقع، ويجزم بها في هذا الوجه المضارع كما في المثالين، [فتدبر] (¬7) .
صفحه ۷۰