أن النبي دعا بنضرة وجه من ... أدى الحديث كما تحمل واستمع
" امرءا " : أي رجلا، وليس بقيد، وإنما خصه نظرا للشأن والغالب؛ وإلا فالمرأة كذلك. " فأداها " أي باللفظ أبو المعنى، لجواز رواية الحديث بالمعنى بشروطه " ثم من " وفي نسخة - إن من العلماء - " أصول الدين " جمع أصل وهو ما يبني عليه غيره، والمراد هنا الإلهيات والنبوات، والحشر والنشر. " في الفروع " أي المسائل الفقهية. " في الجهاد " أي في فضل قتال الكفار. " في الزهد " أي في فضل ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا. " في الآداب " بالمد جمع أدب، أي الخصال المحمودة، فتشمل مكارم الأخلاق الموصلة إلى الكريم الخلاق. " في الخطب " أي التي كان يخطب بها النبي صلى الله عليه وسلم في نحو جمعة وعيد، وعند نزول الأمور المهمة، فهي مشتقة من الخطب - بفتح الخاء المعجمة - لأن العرب كانوا إذا نزل بهم خطب، أي أمر صعب، خطبوا له ليجتمعوا ويحتالوا في دفعه. " جمع أربعين " مفهوم العدد لا يفيد حصرا، فلا يردانه زاد حديثين؛ ومن زاد زاد الله في حسناته. " قاعدة " أي أصل من أصول الدين. " مدار الإسلام " أي غالب أحكامه يدور عليه كحديث - إن الحلال بين - " أو هو نصف الإسلام أو ثلثه " كحديث - إنما الأعمال بالنيات - فإن أبا داود قال: إنه ضعيف الإسلام، كما سيأتي، أي لأن الدين: إما ظاهر، وهو العمل، أو باطن، وهو النية، والشافعي رضي الله عنه قال إنه ثلثه، أي لأن كسب العبد إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه، والنية أحدها. ومما نسبه السعد للإمام الشافعي رضي الله عنه قوله.
عمدة الدين عندنا كلمات ... أربع قالهن خير البرية
اتق الشبهات وازهد ودع ما ... ليس بعينك واعملن بنية
" أو نحو ذلك " بالرفع كالربع، كحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فإن قيل فيه، إنه ربع الإسلام. " صحيحه " أي غير ضعيفة، فتشمل الحسن " وأذكرها " بالرفع عطفا على " ألتزم " وبالنصب على تكون " الأسانيد " ، جمع إسناد، وهو حكاية طريق المتن، والسند الطريق، فقولك: أخبرنا فلان عن فلان، إسناد، ونفس الرجال سند، والمتن: ألفاظ الحديث، " ليسهل حفظها " أي الأحاديث، فإن الأسانيد لا فائدة في ذكرها لكثير من الناس بعد أن علمت صحتها. " ثم أتبعها " بالرفع من الإتباع. " خفي ألفاظها " من إضافة الصفة للموصوف. أي ألفاظها الخفية. وقد أتينا على جميعها بالتوضيح الكافي، فلله الحمد. وحينئذ فلا حاجة لإتباعها في هذا الباب، فإنه نزر يسير بالنسبة لما ذكرناه، والله أعلم بالصواب. " من المهمات " وهي بيان العقائد الدينية، وأصول الشرائع الإلهية . " وعلى الله " في نسخ زيادة - الكريم - " تفويضي " هو رد الأمر إلى الفاعل المختار سبحانه. " وبه " في بعض النسخ، وبيده التوفيق، وهو خلق القدر في العبد على الطاعة، " والعصمة " هي فيض إلهي يقوي به العبد على تحري الخير وتجنب الشر، وطلبها جائز لجوازها، إذ المختص بالأنبياء وقوعها لهم ووجوبها في حقهم.
إنما الأعمال بالنيات
1 - " عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " . رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري وأبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة " .
......................................................
صفحه ۵