المبحث الرابع: مكانة الكتاب العلمية:
تظهر الأهميّة العلمية للكتاب الْمحقَّق فيما يلي:
أولًا: مكانة المؤلف العلميّة:
حظي العلّامة عبد الرؤوف المناوي رحمه الله تعالى بمكانةٍ ساميةٍ بين أهل عصره، أثنى عليه العلماء وشهد له الفضلاء بالسّبق، وقد تقدّم شيء منه في القسم الأوّل في ثنائهم عليه ﵀، ومن ذلك أيضًا:
- ما ذكره المحبِّيّ، قال: (ثمّ ولي تدريس المدرسة الصالحية فحسده أهل عصره وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم ولما حضر الدرس فيها ورد عليه من كل مذهب فضلاؤه منتقدين عليه وشرع في إقراء مختصر المزني ونصب الجدل في المذاهب، وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره فأذعنوا لفضله وصار أجلاء العلماء يبادرون لحضوره، وأخذ عنه منهم خلق كثير ...) (١).
ثانيًا: مكانة الكتاب العلميّة:
١ - أنّه شرح واسعٌ وكاملٌ لكتاب (الأربعين النوويَّة).
٢ - قوّة ألفاظه، وجودة أسلوبه، مع الوضوح وعدم الغموض.
٣ - ما حواه هذا الكتاب من الصناعة الحديثية، والفقهية، واللغوية، والفوائد، واللطائف، والعبر، وعناية الشارح بالتعريفات، والفروق بين المتشابهات.
٤ - تأخُّر زمن الشَّارح أتاح له الاطِّلاع على كثيرٍ من المصادر، والإفادة منها، ممّا أسهم في مكانة هذا الشرح، لذا حوى نقولًا عن مصادرَ في عداد المفقود.
ثالثًا: ثناء بعض العلماء عليه:
لقد نال هذا الشرح تزكية بعض أهل العلم، من أحسنها قول الشيخ عبد الحيِّ الكتاني رحمه الله تعالى: (وللمناويِّ شرح على الأربعين النووية، هو أحسن شروحها) (٢).
_________
(١) خلاصة الأثر (٢/ ٤٠٠).
(٢) فهرس الفهارس: (٢/ ٥٦٠).
1 / 53