============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية بالأبصار في دار الدنيا، وهي موجدة بحقائق الايمان من غير حد ولا حلول، وتراه العيون في العقبى ظاهرا في ملكه وقدرته، وقد حجب الخلق عن معرفة كنة ذاته، ودفم عليه بآياته، فالقلوب تعرفه والعقول لا تدركه، ينظر إليه المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية: وقال: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصيى سكران، والمصرهالك.
وقال: ما من ساعة إلا والله يطلع على القلوب، فأي قلب وجد فيه غيره سلط عليه العدو: وقال: التائب من يتوب من غفلته في كل لمحة.
وقال: لا يستحق الرجل الرياسة على الناس إلا إن احتمل أذاهم، وبذل لهم ما بيده، وزهد فيما بيدهم وقال: دخلت الفتنة على العامة من الرخص والتأويلات، وعلى العارفين من تأخير الحق الواجب إلى وقت آخر.
وقال: لا يرى في القيامة عمل بر أفضل من ترك فضول الطعام والاقتداء بالمصطفى * في اكله.
وقال: لم ير الأكياس شيئا أنفع من الجوع للدين والدنيا.
وقال: لا أعلم شيئا أضر على طلاب الآخرة من الأكل.
وقال: جعل العلم والحكمة في الجوع، وجعل المعصية والجهل في الشبع.
وقال: ما عبد الله بشى أفضل من مخالقة الهوى في ترك الحلال.
وقدقال في الحديث "ثلث للطعام(1" فما زاد فإنما يأكل من حسناته.
وقال: إنما صار الأبدال بإخماص البطون والصمت والسهر الخلوة.
وقال: رأس كل بر بين السماء والأرض والجوع، ورأس كل فجور بينهما الشبع.
وقال: إقبال الله على العبد بالجوع والسقم والبلاء إلا من شاء الله.
(1) رواه الترمذي (590/4).
صفحه ۷۷