260

شرح انفاس روحانیه

ژانرها

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية أاو تقول: معناه محبتك حب بلا محبوب لآن محبوب محبتك هو الله تعالى وليس الله تعالى لك بهذه المحبة لأنك إنما تحبه لا لذاته، بل لغرض آخر وهو الدنيا، والآخرة فلولا أن الله تعالى كان وسيلة موصلة لك إلى الدتيا، والآخرة لما أحبيته فلا جرم لا يكون الله تعالى لك بهذه المحبة.

وقال أيضا: "المحبة صحية المحبة، والإنكار من المحبة" اعلم أن ذلك على وجهين آحدهما: أن تحب الله تعالى، وتحب محبتك لله تعالى مع إنكار ذلك عند الأغيار.

والثاني: أن تحب محبة الله تعالى إياك وتنكر محبتك إياه اتقاء عن مقابلة المحبة بالمحبة، أو اتقاء من دعوى المحبة.

قال ابن عطاء: لامن أراد صفاء المحبة يغمسه بين الذوق حتى الذوق حتى أذاق المحبة مائتين وستين عرقا" لأن لكل عرق محبة وغذاء بخلاف آخر قإن المحبة تتقلب في كل يوم وليلة على مائتين وستين حالا يعني: من أراد تصفية محبة الله تعالى ينغمس ينفسه في عين ذوق محبة الله تعالى حتى يذوق عروقه كلها محبة الله تعالى، فإذا أذاق الكل محبة الله تعالى زال عن كل واحدة منها ما فيها من محبة غير الله تعالى بمحبة الله لأن المحبة تزاحم المحبة، وهذا قال الأطباء: تداوى العاشق بمحبة غير المعشوق وإذا زال محبة غير الله تعالى تصفو محبة الله تعالى وحدهه وهذا لأن في بدن الإنسان مائتي وستين عرقا لكل عرق محبة لشييء من الأشياء غير الله تعالى كتحو حب الحياة، والجاه والمال، والمرأة والطعام، والشراب، والجنة، ونعيمها، وإلى ما آشبه ذلك وإن العبد المحب هذه الأشياء يتقلب في كل يوم وليلة على ماثتي وستين حالة لضرورة و كونه محبا لماتتي وستين محبة كل محبة على خلاف الأخرى.

صفحه ۲۶۰