120

شرح انفاس روحانیه

ژانرها

============================================================

شرح الأتفاس الروحانية وكتب الحديث الكثير وتفقه على مذهب الشافعي: وأخذ عنه: أحمد بن حنبل وابن الجلاء وآخرون من الأجلاء: قال ابن الجلاء: لقيت ست مائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة أولهم: أبو تراب.

ووقف خمتا وخمسين وقفة بعرفة، ومر به أحد الأمراء وهو يحلق رأسه فأعطاه ألف دينار فقال له: أدفعها اللمزين، فردها المزين، فردها أبو تراب.

متد بر الياة وكان إذا وجد من أتباعه فترة جدد توبة.

وقال: بشؤمي وقعوا فيما وقعوا إن الله لا يغيرتا بقؤم حتى يغيرواما بأنقسهم) [الرعد: 11] .

وقال: لقيت غلاما في التيه يمشي بلا زاد فقلت في نفسي إن لم يكن معه يقين هلك، فقلت: يا غلام، في مثل هذا لموضع بلا زاد14 قال: يا شيخ، ارفع رأسك، هل ترى غير الله؟1 قلت: الآن اذهب حيث شئت.

وكان يكثر ذكر أبي يزيد البسطامي ويقول لتلاميذه: حظي عنده: لو رأيته، فقال: قد اكثرت من ذكر أبي يزيد السطامي من يتجلى له الحق كل يوم مرات، ما يصنع بأمي يزيد؟ فقال: لو رأيته لرأيت مرأي عظيما، فلم يزل يشوقه حتى ارتحل اليه فقيل له: إنه في الغيضة مع السباع، وكان يأوي إليها فقعد على طريقه فعند ما وقع بصر الفتى عليه خر ميتا فعجب أبو تراب من ثبوته لتجلى الحق دون رؤية أبي يزيد فقال أبو يزيد: كان الحق يتجلى له كل يوم على حب ما عنده، فليما رآني تجلى له الحق على قدري فلم يطق فلا قال ابن المنير: واصطلاح أهل الطريق معروف في التجلي، وحاصله رتبة من المعرفة جلية وحالة بين اليقظة والنوم سوية، والايمان يزيد وينقص ولا تظنهم يعنون بالتجلي رؤية البصر التي قيل فيها لموسى على خصوصيته { كن تراني} [الاعراف:143] والتي قيل فيها على العموم: { لا تذريه الأبصار (الأنعام: 103] فإذا فهمت ان مرادهم الذي اثيتوه غير المعني الذي حصل الناس منه على اليأس في الدنيا ووعد به الخواص في الآخرة فلا ضير عليك ولا طريق لسوء الظن إليك والله يتولى السراير.

قال السبكي: وكلامه - أعني ابن المنير- في تفسير التجلي يقرب من قول شيخه ابن عبد السلام في قواعد التجل والمشاهدة عبارة عن العلم والعرفان، واعلم أن القوم لايقتصرون في تفسير التجلي على العلم، ولا يعنون به إياه، ثم لا يفصحون بما يعنون، بل يلوحون تلويخا، ثم يصر حون بالبراءة مما يوجب سوء الظن تصريخاء ولم يفصح القشيري في رسالته بتفسيره، ولعله خاف على فهم من ليس من أهل الطريق، وحاصل ما قاله متأخروهم: إن التجلى ضربان: ضرب للعوام. وهو آن يكشف صورة كما جاء جبريل في صورة دحية، وكما جاء في حديث: "رأيت ربى في

صفحه ۱۲۰