============================================================
شرح الأنفاس الروحانية يفهم شيء سواه، ويجب ذاته لذاته ويريد ذاته لذاته ويشكر ذاته لذاته، ويخاف ذاته لذاته، ويرجو ذاته لذاته، وعلى هذا الترتيب هو التوحيد عندهم، فافهم فان قال قائل: الله تعالى ترجو رحمته ويخافون عذابه في وصف المؤمنين.
قلنا: هذا في صف المؤمنين دون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والأولياء، وقال الله في وصفهم: { الذين ييلفون رسالات الله ويخشؤنه ولا يخشون أحدا إلأ الله) [الأحزاب: 39].
وقال : يحبهم ويحبونه* [المائدة:54].
وقال: ولاتطرد نفسك مع الذين يذعون ربهم بالغداة والعشيي يريدون وجهة [الأنعام:52] أي: ذاته.
وقال تعالى: ويحذرهم الله نفسه (آل عمران:28]، أي : ذاته، وقال: {وإلى ربك فارغب} [الشرح: 8.
وقال: الله يختبي إليه من يشاء ويثدي إليه من ينيب} [الشورى: 13] ، وقال النبي "اني أعوذ بك منك"(1).
كل ذلك وأمثالها في القرآن والأخبار مؤكدة لمقالة هؤلاء الأئمة الصوفية، فافهم إذا عرفت ذلك سهل عليك معرفة معاني ألفاظهم حملا على وفاق مذهبهم مدخلا ومخرجا، كفرا وإسلاما، شركا وتوحيدا، والله ولى التوفيق.
(1) رواه النسائي في السنن الكبرى (452/1)، واين أبي شيبة في المصنف (99/2)، وابن خزيمة في يحه(359/1).
صفحه ۱۰۴