80

شرح الموطأ - عبد الكريم الخضير

شرح الموطأ

ناشر

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

ژانرها

علوم حدیث
"فقال رسول الله ﷺ: «اقتادوا» " قَبِل، «اقتادوا» يعني اقتادوا رواحلكم، وارتفعوا عن هذا المكان، وارتحلوا عنه، "فبعثوا رواحلهم واقتادوا شيئًا" يعني انتقلوا من الوادي إلى مكان مجاور له، "ثم أمر رسول الله ﷺ بلالًا فأقام الصلاة" وهكذا في أكثر روايات الموطأ، في بعضها: "فأذن أو أقام"، وفي المسند: "أذن" من غير شك، "وصلى النبي ﵊ الركعتين قبل الصبح"، وهو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة، بعض الناس وهذا يلمسه كل إنسان من نفسه إذا انتبه في هذه الحالة تجده يضيف إلى هذا التأخير أحيانًا ما يخل بصلاته من عجلة، وهذا قد يكون الباعث عليه الفزع، والفزع يبعث على مثل هذا، لكن الرسول ﵊ متأني في أموره ﵊، حتى في الظروف التي تقتضي الفزع مثل هذا، ومثل قوله لعلي ﵁ يوم خيبر: «امضِ على رسلك» يعني في حال حرب، والحرب تقتضي عجلة «امضِ على رسلك» ولا شك أن التأني هو المطلوب، والعجلة من الشيطان. . . . . . . . .، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فالنبي ﵊ أمره بالأذان فأذن، ثم صلى الركعتين هذا يدل على أن الرواتب القبلية تصلى قبل الفائتة، ثم يصلى بعدها البعدية، لكن لو ضاق الوقت عن الفريضة تقدم الفريضة لإدراك الوقت، ثم تقضى الرواتب القبلية، "فأقام" يعني من الطرائف إنه وأنا داخل بعد صلاة المغرب للدرس واحد يسأل يقول: فاتتنا الصلاة فأقمت، فقال لي واحد من الطلاب اللي يحضرون: ما علينا إقامة، عامي عامي يسأل قابلني في الباب، وهنا يقول: "ثم أمر رسول الله ﷺ بلالًا فأقام الصلاة، فصلى بهم رسول الله ﷺ الصبح، ثم قال حين قضى الصلاة: «من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها» وفي الرواية الأخرى: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» «فإن الله ﵎ يقول في كتابه: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [(١٤) سورة طه] وهذا أمر لمن؟ لموسى -عليه والسلام-، وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأتِ شرعنا بخلافه، ﴿لِذِكْرِي﴾ يعني لذكرك إياي

2 / 40