141

Explanation of Al-Muharrar in Hadith - Abdul Mohsin Al-Abbad

شرح المحرر في الحديث

ناشر

هو دروس صوتية مفرغة

ژانرها

علوم حدیث
١٢٩ - وَعَن عمار بن يَاسر قَالَ: " بَعَثَنِي النَّبِي ﷺ َ فِي حَاجَة فأجنبت فَلم أجد المَاء فتمرغت فِي الصَّعِيد كَمَا تمرغ الدَّابَّة ثمَّ أتيت النَّبِي ﷺ َ فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول بيديك هَكَذَا، ثمَّ ضرب بيدَيْهِ الأَرْض ضَرْبَة وَاحِدَة ثمَّ مسح الشمَال عَلَى الْيَمين وَظَاهر كفيه وَوَجهه " مُتَّفق عَلَيْهِ. وَاللَّفْظ لمُسلم، وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: " وَضرب ﷺ َ بكفيه الأَرْض وَنفخ فيهمَا ثمَّ مسح بهما وَجه وكفيه ".

ثم ذكر كيفية التيمم وذكر عمار بن ياسر ﵁ أن الرسول ﷺ بعثه في حاجة فأجنب قال فتمرغت كما تمرغ الدابة في الصعيد -يعني
تمرغ في الأرض وكأنه فهم القياس لأنه لما علم بأن التيمم يكون بدل الماء والماء غير موجود فظن أن الطريقة التي يتطهر بها من الجنابة في التيمم أنها موافقة للطريقة التي يكون بها الاغتسال لأن الاغتسال يكون لجميع الجسد ففهم منه أن التيمم شامل لجميع الجسد ولهذا تمرغ بالتراب كما تمرغ الدابة يعني حتى يصيب التراب جميع جسده فاجتهد والرسول ﷺ أقره على ذلك وقال- إنما كان يكفيك -يعني بدل أن تفعل هذا بجسدك كله- يكفيك أن تضرب بيديك الأرض وتمسح وجهك وظاهر كفيك- فالرسول ﷺ أقره على هذا ولم يقل أعد فدل هذا على الاجتهاد وأن الصحابة ﵃ كانوا يجتهدون في زمانه ﷺ وأنه إذا بلغه حالهم فإنه يبين لهم ﷺ والرسول ﷺ بين له قال- إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا -وهذا فيه دليل على القياس وعلى أن القياس معتبر وأن الصحابة كانوا يستعملون القياس لأن عمار ﵁ تمرغ كما تمرغ الدابة قياسا للتيمم على الاغتسال بالماء وأقره الرسول ﷺ على ذلك لكن في المستقبل ليس لأحد أنه يفعل مثل هذا الفعل لأنه عرف بيان ذلك بسنة الرسول ﷺ وعرف الحكم الشرعي بسنة الرسول ﷺ وأنه يكفيه أن يضرب بكفيه الأرض ويمسح ظاهر كفيه ووجهه هذه هي الصفة التي تكون للتيمم من الحدث الأصغر والأكبر، الحدث الأصغر والأكبر الطريقة فيه واحدة وهي أنه يتيمم بهذه الطريقة لكن ليس لأحد في المستقبل أن يفعل كما فعل عمار ﵁ لأنه اجتهد ولم يكن يعرف التفصيل ولم يعرف السنة من رسول الله ﷺ فبعد معرفتها ليس لأحد أن يفعل كما يفعل عمار ﵁ وإنما يفعل ما أرشد إليه الرسول ﷺ عمارا رضي الله بأن قال: إنما يكفيك أن تفعل هكذا، ثم ذكر رواية البخاري التي فيها ذكر النفخ ولعل النفخ سببه من أجل أنه علق بيده شيء من التراب أو يعني أنه غبار كثير إذا مسح بوجهه يظهر أثره على وجهه فنفخ حتى يخفف أو حتى يزول هذا في يده مما علق بها مما قد يكون يقع على وجهه عند مسح الوجه فالرسول ﷺ نفخ يعني حتى يخف الغبار أو حتى يذهب التراب الذي … علق بيديه ﷺ.

1 / 141