بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي ﵀ بلغنا عن النبي ﷺ أنه قال " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع " فالحمد لله بادئ بدء على نعمه التي لا ينفدها عدو لا يحصرها حد حمدا يخلد على الأبد ويدوم به المستند ويميل منتهى رضاه ويوجب المزيد من نعماه وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة وسراج الأمة وعلى آله وأصحابه المنتخبين وعترته الطيبين الطاهرين.
وبعد فإنه سألني جماعة من أهل العلم أن أذكر لهم من شرح خطبة أدب الكاتب لأبي محمد عبد الله بن مسلم قتيبة الدينوري ﵀ وتفسير أبياته وإيضاح مشكلاته وتبيين ما رد عليه فيه ما لا تسع جهالته ولا تسيم إطالته فأجبتهم إلى ذلك وبالله أستعين فيما نحوته وأتوكل عليه فيما عزوته وأسأله التوفيق في القول والعمل وأعوذ به من الخطل والزلل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال أبو محمد " أما بعد حمد الله بجميع محامده والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على رسوله المصطفى ".
أما حرف تفصل به الجمل سمعت قائلا قال فلان كريم عاقل فقيه فيقال له على طريق إثبات بعض هذه الصفات ونفى بعضها أما كريم فكريم وأما عاقل فعاقل أي هذه الصفات هي الثابتة وفيما بقى شك وفيها معنى الشرط ولا بد لها من الجواب بالفاء لتضمنها معنى الشرط كقولك " أما زيد فمنطلق وأما عمرو فذاهب " فزيد وعمرو مرفوعان بالابتداء وموضعهما بعد الفاء ومنطلق وذاهب خبر الابتداء وتقديره
1 / 15
مهما يكن من شيء فزيد منطلق فحذفت هذه الجملة استغناء بأما عنها وعوضت من الحذف عمل ما بعد الفاء قبلها إذا قلت أما زيدًا فضربت لأن الفاء وسائر حروف العطف لا يعمل ما بعدها فيما قبلها وإنما لزم تقديم الاسم في قولك أما زيد فمنطلق لأن أما نائبة من حرف الجزاء والفعل المجازي به ولا بد للفعل من فاعل فلذلك وليتها الأسماء دون الأفعال. وبعد منصوب على الظرف وهو معرب لإضافته إلى الحمد والعامل فيه ما في أما من معنى الفعل والتقدير مهما يكن من شيء بعد حمد الله وإن شئت كان العامل فيه ما بعد الفاء بتقدير فإني رأيت بعد حمد الله أكثر أهل. وجاز تقديمه لأنه ظرف والظروف يتسع فيها. وقبل وبعد معربتان بالنصب والجر إذا كانتا مضافتين أو نكرتين فإن قطعتهما عن الإضافة بنيتهما على الضم لأن الفتح والكسر يكون فيهما إعرابًا وإنما استحقا البناء لأن معناهما يفهم بالإضافة فلما دلتا مفردتين على ما تدلان عليه مضافتين بنيتا لخروجهما عن بابهما ومفارقتهما. طريقتهما فإن نكرتهما أعربتهما لزوال العلة التي أوجبت لهما البناء فتقول جئت قبلا وبعدا ومن قبل ومن بعد ويسميهما النحويون في حال الحذف غاية لأن نهاية لأن الكلمتين ما أضيفتا إليه فلما حذف المضاف إليه صار آخر كل واحدة منهما غاية لها. وحمد مصدر حمدت أحمد حمدًا ومحمدة ومحمدة وهو أعم من الشر لأن الحمد الثناء على الرجل بما فيه من حسن والشكر الثناء عليه بمعروف أولاه والمحامد جمع محمدة ومحمدة وهي أيادي الله ونعمه. والثناء بتقديم الثاء ممدود تكرير الحمد ولا يكون في الذم وهو فعال من ثنيت تقول منه أثنيت على الرجال أثناء حسنًا والثناء الاسم وربما استعمل في الشر قال زهير:
سيأتي آل حصن حيث كانوا ... من الكلمات ما في ثناء
وقال الأعشى
وإن عتاق الخيل سوف يزوركم ... ثناء على أعجازهن معلق
ولقائل أن يقول إنما سمى الذم ثناء في هذين البيتين على سبيل التهكم والهزء ويقال أن الأعشى أراد المدح الذي يحدين به والحادي من ورائها كما ان الهادي أمامها. وأما النثا بتقديم النون والقصر فهو الخبر يكون في الخير والشر والفعل
1 / 16
منه نثا ينثو وفي صفة مجلس رسول الله ﷺ لا تنثى فلتاته ولا تلتفت إلى قول لا يصرف منه فعل وقال بعض أهل اللغة الثناء يكون في الخير والشر والنثا لا يكون إلا في الذكر الجميل والقول هو الأول. وقوله " بما هو أهله " أي بالمدح الذي يؤنس بأنه له ويستحقه وكذلك قوله تعالى " هو أهل التقوى وأهل المغفرة " أي يؤنس باتقاء عقابه ويؤنس بالعمل المؤدي إلى مغفرته أي لا ينفر عن التقوى. قال اليزيدي أنست به واستأنست وأهلت به بمعنى واحد. ومنه يقال أهل الرجل إذا تزوج للأنس الذي بين الزوجين. والصلاة في اللغة الدعاء وسمى ما تعبدنا الله به صلاة لأن المصلي يدعو في صلاته والعرب تسمى الشيء إذا تعلق به أو جاوزه أو كان منه بسبب ومن ذلك الصلاة على الميت إنما هي الدعاء له وقال الزجاج الأصل في الصلاة اللزوم يقال قد صلى واصطلى إذا لزم ومن هذا هو يصلى في النار أي يلزمها قال وقال أهل اللغة في الصلاة أنها من الصلوين وهما مكتنفا الذنب من الناقة وغيرها وأول موصل الفخذين من الإنسان فكأنهما في الحقيقة مكتنفا العصعص قال والقول عندي هو الأول إنما الصلاة لزوم ما فرض الله والصلاة من أعظم الفرض الذي أمر بلزومه وقيل سميت صلاة من صليت العود إذا لينته لأن المصلي يلين ويخشع والصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة دعاء واستغفار ومن الناس التي فيها الركوع والسجود قال الأعشى في أن الصلاة الدعاء.
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا ... يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... نومًا فإن لجنب المرء مضطجعا
وقال: وصلى على دنها وارتسم أي دعا لها بالبركة وتكون الصلاة كنيسة اليهود وأنشد ابن الأنباري.
اتق الله والصلاة فدعها ... إن في الصوم والصلاة فسادا
أراد بالصلاة ما ذكرت والصوم ذرق الظليم. والرسول قال ابن الأنباري سمي رسولا لأنه يتابع أخبار الذي بعثه أخذ من قولهم جاءت الإبل رسلًا أي متتابعة.
1 / 17
وقيل سمى رسول لأنه ذو رسالة وهو فعول في معنى مفعل من أوزان المبالغة كضروب لمن كثر من الضرب. والرسول في غير هذا الموضع بمعنى الرسالة قال الزجاج في قوله تعالى " إنا رسول رب العالمين " معناه إنا رسالة رب العالمين أي ذو رسالة رب العالمين. وقال كثيّر
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ... بسرّ ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة.
والمصطفى المختار وهو مفتعل من الصفوة ومن الصفو وهو ضد الكدر وقلبت التاء طاء لتوافق الصاد في الأطباق وأصله مصتفو فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وآل الرجل أشياعه وأتباعه أهل ملته وآل الأنبياء من كان على دينهم وقد يقع الآل مكان الأهل وأصل آل أهل لأنك تقول في تصغيره أهيل والتصغير يرد الشيء إلى أصله فأبدلوا الهاء همزة كما أبدلوا الهمزة هاء في هرقت الماء وهياك والأصل أرقت وإياك والآل في غير هذا الموضع الشخص والآل الذي يرفع الشخوص وقوله " فأني رأيت أكثر أهل زماننا عن سبيل الآدب ناكبين ومن اسمه متطيرين ولأهله هاجرين " رأيت هنا بمعنى علمت وهي تتعدى إلى مفعولين لا يقتصر على أحدهما قال الشاعر:
تقوه أيها الفتيان إني ... رأيت الله قد غلب الجدودا
رأيت الله أكبر كل شيء ... محاولة وأكثره جنودا
وتستعمل رأيت بمعنى الإحساس بالبصر تقول رأيت زيدًا أي أبصرته فتتعدى إلى مفعول واحد وقد ترد متعديه إلى مفعول واحد فقط وذلك من أفعال القلوب والمعنى فيها الرأي والاعتقاد وعلى هذا قالت العرب فلان يرى التحكيم قال ابن برهان وعليه تأول أبو يوسف قوله تعالى " بما أراك الله " التقدير بما أراكه الله ولو كان أراك بمعنى أعلمك مع كونه من أفعال القلوب لوجب أن يتعدى إلى ثلاثة مفعولين الثالث هو الثاني ولا يصح حذف المفعول الثالث ولا يصح في هذه الآية حذف مفعول به ثالث. والسبيل الطريق تذكر وتؤنث وجمعها سبل قال الله تعالى " قل هذه سبيلي " وقال ﷿ " وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ".
1 / 18
والأدب الذي كانت تعرفه هو ما يحسن من الأخلاق وفعل المكارم مثل ترك السفه وبذل المجهود وحسن اللقاء قال الغنوي.
كأنه ينكر على نفسه أن يعطيه الناس ولا يعطيهم. واصطلح الناس بعد الإسلام بمدة طويلة على أن يسموا العالم بالنحو والشعر وعلوم العرب أدبيًا ويسمون هذه العلوم الآدب وذلك كلام مولد لأن هذه العلوم حدثت في الإسلام. واشتقاقه من شيئين يجوز أن يكون من الآدب وهو العجب ومن الآدب مصدر قولك أدب فلان القوم يأدبهم أدبًا إذا دعاهم طرفة.
نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر
فإذا كان من الآدب الذي هو العجب فكأنه الشيء الذي يعجب منه لحسنه ولأن صاحبه الرجل الذي يعجب منه لفضله وإذا كان من الآدب الذي هو الدعاء فكأنه الشيء الذي يدعو الناس إلى المحامد والفضل وينهاهم عن المقابح والجهل. والفعل منه أدبت آدب أدبًا حسنًا وأنا أديب. و" ناكبين " عادلين والناكب العادل عن الطريق وإنما قيل للعادل عن الشيء ناكب لأنه يوليه منكبه وقالوا للريح العادلة عن مهاب الرياح الأربع نكباء ونكب ينكب نكابة إذا كان عريفًا ونكب ينكب إذا اشتكى منكبه. " ومن اسمه " قال أوب على نون من تحرك بالكسر لالتقاء الساكنين إذا دخلت عليها همزة الوصل قال سيبويه وقد فتح قوم فصحاء فقالوا من ابنك وقالوا عن الرجل فلم يفتحوا كما فتحوا نون من لأنه لم تتوال فيه كسرتان فان دخلت على اسم فيه لام التعريف فتحت نونها نحو من القوم ولم يجيزوا الكسر إلا شاذا وأصل التحريك لالتقاء الساكنين الكسر من بين سائر الحركات وإنما خص به لأن ما يحرك لالتقاء الساكنين فحركته للبناء دون الإعراب ألا ترى أنك تجد في الكلام قبيلين يعربان ولا جر فيمها أحدهما الفعل المضارع والثاني باب مالا ينصرف فلما كانت الكسرة أقل الحركات تصرفا في الإعراب كانت أبعدها منه وإذا كانت أبعدها من الأعراب كانت أقربها إلى البناء فلما احتاجوا إلى إزالة التقاء الساكنين آثروا ما هو أذهب في مناسبة البناء. واشتقاق الاسم من السمو في قول البصريين وهو الصحيح لأنك في الجمع والتصغير ترد اللام المحذوفة تقول أسماء وسمى ولو كان من السمة لقيل أوسام ووسيم فدل على أن من سما يسمو وأيضًا فإنه لا يعرف فيما حذفت فاؤه شيء تدخله ألف الوصل إنما تدخله هاء التأنيث كالزنة والعدة وأصله سمو وأسماء كحنو وأحناء وفيه خمس لغات اسم واسم وسم وسم وسمى كهدى فمن ضم السين قال هو من سما يسمو ومن كسرها قال هو من سمى
1 / 19
يسمى وحذف آخره وسكن أوله اعتلالا على غير قياس ودخلته همزة الوصل لسكون أوله وقيل لحقته همزة الوصل عوضًا من النقص الذي دخله. وقوله متطرين أي متشائمين لنفور طباعهم عنه والطائر والطير الشؤم وأصل ذلك من الطير لأن العرب كان من شأنها عيافة الطير وزجرها والتشاؤم ببارحها وهو ما أخذ منها ذات اليسار إذا أثاروها وبنعيق غربانها قسموا الشؤم طيرا وطائرا وطيرة لتشؤمهم بها هذا هو الصحيح والطيرة في الشر والفأل في الخير والزجر يجمعهما والزاجر الذي يزجر الطير والوحش فيستخرج الطيرة والفأل. " ولأهله هاجرين " الهاجر القاطع يقال هجرته هجرًا وهجرة وهجرانا إذا قطعته وسمى المهاجرون من أصحاب رسول الله ﷺ لأنهم هجروا أوطانهم إلى مستقره ﵇ ومنه سميت الهاجرة وهي انتصاف النهار أما لانقطاعها عن وقت البرد وطيب الهواء أو لأنه يهجر السير فيها أي يقطع.
وقوله " أما الناشئ منهم فراغب عن التعليم والشادي تارك للازدياد والتأدب في عنفوان الشباب ناس أو متناسٍ ليدخل في جملة المجدودين ويخرج عن جملة المحدودين ".
الناشئ الحدث الشاب حين نشأ أي ابتدأ في الارتفاع عن حد الصبى إلى الإدراك أو قرب منه يقال للشاب والشابة إذا كانا كذاك وهم النشا مثل خادم وخدم قال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب ... لقلت بنفسي النشأ الصغار
والفعل منه نشأ ينشا نشأ ونشأة ونشاءة قال الفراء العرب تقول هؤلاء نشء صدق فإذا طرحوا الهمزة قالوا هؤلاء نشو صدق ورأيت نشا صدق ومررت بنشء صدق. وأجود من ذلك حذف الواو والألف والياء لأن قولهم يسل أكثر من قولهم يسأل. وقوله " راغب عن التعليم " أي زاهد فيه صادف عنه لما يرى من قلة رغبة من فوقه. " والشادي " الذي قد شدا شيئًا من العلم أي أخذ منه طرفا وتعلمه شدا يشدو شدوا. والشادي في غير الموضع المغني. وكأن الشادي المبتدئ بالأخذ من الشيء. والمتأدب الذي قد أخذ من الآدب بحظ وهو متفعل من الآدب يقال منه أدب الرجل يأدب إذا صار أديبًا مثل كرم يكرم إذا صار كريمًا. وعنفوان الشباب أوله وجدته وكذلك عنفوان البنات وكل شيء أوله ومثل عنفوان الشباب ريعانه وريقه بالتشديد والتخفيف وجنه وسكراته واصطمته وشرخه وربانه كله أوله.
1 / 20
وقوله ناس أو متناس الناسي الذي طبعه النسيان ولا يحفظ وإن تعمل للحفظ يقال منه نسي ينسى نسيانا والمتناسي الذي يتهيأ له أن يحفظ ولا يحفظ وهو الذي يتعمد النسيان يقال منه تناسى ويتناسى وتناسيًا وقيل هو الذي يظهر النسيان كالمتجاهل والمتعاقل. ليدخل في جملة المجدودين المجدودون المحظوظون يقال منه جد الرجل فهو مجدود ما تقول حظ فهو محظوظ وفلان جد حظ وجدي حظي وجديد حظيظ إذا كان ذا جد وحظ والجد بفتح الجيم الحظ هنا وهو أيضًا القطع وأب الأب وأبو الأم والعظمة. والجد بالكسر ضد الهزل والاجتهاد في العمل والجد بالضم البئر الجيدة الموضع من الكلأ. " ويخرج عن جملة المحدودين " المحدودون المحرومون كأنهم منعوا الرزق وأصل الحد المنع ومنه سمى البواب حدادًا لمنعه الناس من الدخول وسمى حد السارق حدًا لمنعه إياه من المعاودة. وأراد بالمحدودين العلماء وقيل لبعض الحكماء لم لا يجتمع العلم والمال فقال لعدم الكمال وقال إبراهيم بن شكلة:
مع أنني واجد في الناس واحدة ... الرزق أروغ شيء عن ذوي الأدب
وقوله " فالعلماء مغمورون وبكثرة الجهل مقموعون حين خوى نجم الخير وكسدت سوق البر وبارت بضائع أهله ".
وأحد العلماء عالم كشاعر وشعراء ويكون وأحدهم عليما ككريم وكرماء وظريف وظرفاء. والمغمور الخامل وهو مأخوذ من الغمر وهو الماء الكثير وأصله التغطية فكأن المغمور الذي قد غشيه ماء كثير فغطاه وهو ههنا الذي غمر بجهل الناس فلا يعرف. والغمير نبت صغير في أصل الكبير كأنه غمره. والغمر الذي لم يجرب الأمور لغلبة الجهل عليه والغمر الحقد منه أيضًا. وكرة الجهل دولته ورجوعه قال الله تعالى " ثم رددنا لكم الكرة عليهم " أي الدولة والفعل منه كريكر كرًا إذا عطف ورجع بضم الكاف من المستقبل وما كان من فعل ومضاعفا غير متعد فعين مستقبله في الأكثر مكسورة نحو عف يعف وخف يخف وما كان متعديًا فيفعل منه مضموم كمد يمد ورد يرد إلا أحرفا جاءت بالوجهين وهي شده يشده ويشده وعله يعله ويعله إذا سقاه ثانيا ونم الحديث ينمه وينمه وهره يهره ويهره كرهه وبته يبته ويبته قطعه وأضني الأمر يؤضني ويئضني إذا أضطرك ومن قال حببته فمضارعه
1 / 21
أحبه بالكسر. والجهل ضد العلم وأصله من الطيش والخفة فحقيقة الجهل خفة تصيب الإنسان استجهلت فلانا إذا استخففته حتى تنزيه واستجهل هو أي أنتقل من حد العلم إلى الجهل كما تقول استنوق الجمل واستتيست الشاة قال الشاعر:
هيهات قد سفخت أمية رأيها ... واستجهلت حلماؤها سفهاؤها
حلماؤها مبتدأ وسفهاؤها الخبر ويجوز أن يكون حلماؤها بدلا من أمية بدل الاشتمال وسفهاؤها رفع باستجهلت تقديره وسفهت حلماء أمية فاستجهلت سفهاؤها. والمجهلة الامر يحملك على الجهل. والمقموع المقهر تقول قمعته أي أذللته وقمعته أي ضربته بالمقمعة. وخوى نجم الخير أي سقط واصله من الانواء وهي منازل القمر وقد ذكرها ابن قتيبة. وأصل أخوى من الخلو يقال خوى نجم كذا إذا خلا من المطر عند سقوطه أي أخلف مطره يخوى خيا وأخوى أيضا يقال خوى المنزل يخوى خويا إذا خلا وخوى يخوى وخوى جوفه من الطعام مثله وقال كعب ابن زهير في خوى النجم:
قوم إذا خوت النجوم فانهم ... للطارقين النازلين مقار
وأنشد الفراء في أخوى
وأخوت نجوم الاخذ إلا أنضة ... أنضة محل ليس قاطرها يثري
ثم استعمل خوى فيما يقل خيره وتسقط دولته يقال خوى النجم مشدد إذا طار وخوى إذا أفل وسمى النجم نجما بالطلوع يقال نجم النجم والنبت إذا طلعا وكل طالع ناجم. وكسدت سوق البر الكساد خلاف النفاق ونقيضه وسوق كاسدة بائرة وقيل الكساد الفساد والسوق موضع البيع وسميت سوقا لأن الأشياء تساق اليها أي تجلب للبيع وهي مؤنثة وقد جاء تذكير ما في الشعر قال الشاعر:
بسوق كثير ريحه وأعاصره
والبر كل ما تقرب به إلى الله ﷿ من عمل خير فهو بر هذا قول الزجاج وقال غيره البر خير الدنيا وخير الاخرة فخير الدنيا ما ييسره الله للعبد من الهدى والنعمة والخيرات وخير الاخرة والفوز بالنعيم الدائم في الجنة والفعل منه بررته أبره برًا والبر الاسم وبارت السوق أفرط رخص سلعتها وكسدت وقي الحديث " نعوذ بالله من بوار الأيم " أي كسادها وهو أن تبقى المرآة في بيتها لا يأتيها خاطبها وأصل ذلك من الفساد والهلاك يقال بارت الأرض إذا خرجت وبار الشيء إذا هلك. والبضاعة
1 / 22
القطعة منة المال يتجر فيها واشتقاقها من البضع وهو القطع ومنه البضعة من اللحم وهي القطعة منه وسيف باضع إذا مر بشيء قطع منه بضعة ويقال بضعه بلسانه يبضعه بضعا.
وقوله " وصار العلم عارًا على صاحبه والفضل نقصا وأموال الملوك وقفًا على النفوس والجاه الذي هو زكاة الشرف يباع بيع الخلق " العار العيب ولم يستعمل الفعل منه إلا بالزيادة عيرت الرجل تعييرًا رميته بالعار. والفضل الزيادة من علم وغيره يقال فضل الرجل وفضل واسم الفاعل من فضل فاضل مثل فهو عالم وجمعه فضلة ككاتب وكتبة فأما فضلاء فهو جمع فعيل ولم يتكلموا به اكتفاء بفاعل وفعيل مبنى لما ماضيه فعل ككرم فهو كريم وحلم فهو حليم والجمع حلماء وكرماء ولما جاء فضل على وزن كرم آخرجوه في الجمع إلى باب فعيل فقالوا فضلاء ومثله شاعر شعراء على غير قياس فأما علماء فإنه لما جاء فيه عالم وعليم استغنوا بجمع عليم عن جمع عالم فقالوا علماء. والمعنى وصار ما في الإنسان من الزيادة ومن العلم الذي تحلاء القلوب لنباهته مغمور بالمستعلين بضده فهم يرونه نقصًا لخلوهم منه وافتقار أهله وأهل العلم يرون أن ما أعطوا من العلم أفضل مما حرموا من المال إلى هذا ذهب الشاعر في قوله:
ما سرني أن ملك الأرض أصبح لي ... وأنني كنت عريانًا من الآدب
وقوله وأموال الملوك وقفًا على النفوس أي وصارت أموال الملوك حبسًا على شهوات النفوس وملاذها غير مصروفة في سبل الخير وطرق البر وقوله وقفا روى أبو عبيد عن الكسائي وقفت الدابة والأرض وكل شيء إذا حبسته فأما أوقفت فهي ردية وعن أبي عمرو بن العلاء وقفت في كل شيء إلا أني لو مررت برجل واقف فقلت ما أوقفك ههنا لرأيته حسنا قال أبو زيد أوقفت الرجل على خزية إذا كنت لا تحبسه بيدك ووقفت دابتي إذا حبستها بيدك وقال أبو عمرو الشيباني كان على أمر فأوقف أي أقصر. ثعلب أوقفت المرأة إذا علمت لها وقفا وهو السوار من العاج فقد ثبت من هذه الأقوال أن لا وقفت خمسة مواضع ويحكى عن اليزيدي أنه قال سألت ابن قتيبة عن قوله وقفا على النفوس فقلت لم تزل الأموال كذلك فقال الأموال في سالف الدهر كانت تنفق في الحقوق الواجبة اللازمة فصارت اليوم تنفق في
1 / 23
المواضع التي تميل النفس إليها وروى لنا الشيخ أبو زكرياء عن القصباني عن الزخرفي في النقوش بالقاف والشين المعجمة يريد به زخرفة الدور وتزويقها ووشى الثياب وتوسيعها وأصل النقش الأثر وقال أعرابي يذهب الرماد حتى ما ترى له نقشا أي أثرا في الأرض. والجاه المنزلة عند السلطان وألفه منقلبة من واو وقال قوم هو مقلوب من الوجه واستدلوا بقولهم وجه الرجل إذا صار ذا جاه فحولت فاء الفعل إلى وضع العين ومثله طمرت العين قذاها أي طرحته وما أطيبه وأيطبه والمعنى وصار الجاه الجاه الذي يجعله ذوو والشرف زكاة لشرفهم فيبذلونه لذوي الحاجات والرغبات عند من يبيعه بأدنى عرض ويبذله بالتافه ولا يرى منحه تطوعا كما كان يفعله من كان قبل من الرؤساء وذكر أن الحسن بن سهل جاءه رجل يستشفع به في حاجة فقضاها فأقبل الرجل يشكر فقال الحسن علام تشكرني ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة ثم أنشأ الحسن يقول:
فرضت عليّ زكاة ما ملكت يدي ... وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا
فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تشفعا
والزكاة سميت بذلك لأنها مما يرجى به زكاة المال وهي زيادته ونماؤه وقال قوم سميت زكاة لأنها طهرة واحتجوا بقوله تعالى " وتزكيهم بها " وأصلها زكوة على فعله فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها والفعل منها زكى الرجل ماله يزكيه تزكيه والزكاة أيضًا الصلاح يقال رجل تقي زكي وزكا الزرع ظهرت زيادته. والشرف الرفعة تقول شرف الرجل يشرف شرفاء والخلق الثوب البالي سمى خلقا لملاسته ومن ذلك قيل للصخرة الملساء خلقاء وقيل في ضده حلة شوكاء إذا كانت حديدا اشتقوا لها وصفا من لفظ الشوك لخشونة ملبسها والخلق يستعمل في المذكر والمؤنث بغير هاء لأنه مصدر والفعل منه خلق الثوب خلوقة خلوقا وأخلق اخلاقا وجمع الخلق خلقان واخلاق وقالوا ثوب أخلاق للواحد فوصفوه بصيغة الجمع كما قالوا حبل أرماث ونحو ذلك قال الشاعر:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق
وتأويل ذلك أن القميص وإن كان واحدا فهو مضموم بعضه إلى بعض من قطع متفرقة فصارت الأخلاق لازمة لتلك القطع.
وقوله واضت المروءات في زخارف النجد وتشييد البنيان ولذات النفوس في
1 / 24
اصطفاق المزاهر ومعاطاة الندمان ونبذت الصنائع وجهل قدر المعروف وماتت الخواطر ".
آضت رجعت والأيض الرجوع والمروءة كمال الرجولية وهي مصدر قولك مرؤ مروءة وقوم مريؤون ومراء وهي مشتقة من شيئين احداهما أنها مأخوذة من المرء كالإنسانية من الإنسان والآخر أنها من امرأني الطعام لأن الإنسان يهضم نفسه على الصبر على المكارم يشهد لذلك قول الشماخ.
وكل خليل غير هاضم نفسه ... لوصل خليل صارم أو معارز
والزخارف جمع زخرف وهو الزينة والحسن والزخرف الذهب وكل محسن مزين زخرف أي زينتها والنجد ما نجد ونضد من متاع البيت والجمع النجود وأصله الارتفاع ومنه سمي ما ارتفع من الأرض نجدا وسميت نجد نجدا لارتفاعها عن الغور والنجد الطريق الواضح وتقول أمر نجد أي واضح ونجد الأمر نجودا أي وضح ودليل نجد أي هاد، وتشييد البنيان رفعه وأطالته ويقال شيدته فهو مشيد أي مرفوع فاما المشيد فالمطلى بالشيد وهو الجص تقول منه شدته ويقال هما بمعنى واحد. والبنيان مصدر بنى يبني بنيانا وأصله الكسر كما تقول عصى عصيانا وهو من أبنية المبالغة وجاء مضموما كما قالوا الطغيان والطغيان والغنبان والغنبان. واصطفاق المزاهر أصوات العيدان وهو افتعال من الصفق وهو الضرب وأصله اصتفاق فقلبت التاء طاء لما تقدم والمزاهر جمع مزهر وهو العود وسمى مزهرًا لحسن صوته ومن ذلك زهرة الدنيا حسنها وبهجتها وزهرة الحياة الدنيا غضارتها وحسنها وروى ابن الأعرابي عن أبي المكارم قال الزاهر الحسن من النبات. والمعاطاة المناولة وأصلها معاطوة من عطا يعطو إذا تناول فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. والندمان النديم كما يقال رحمن ورحيم وهو واحد وأصله المنادم على الشراب ثم كثر حتى صار النديم المصاحب والمجالس على غير شراب وفعلان من أبنية المبالغة ولم يجئ من فعل فعلان وفعيل وفاعل إلا قولهم ندم فهو ندمان ونديم ونادم وسلم فهو سالم وسليم وسلمان ورحم فهو راحم ورحيم ورحمان ذكره المفضل بن سلمة وجمع الندمان ندامى مثل سكران وسكارى
1 / 25
وجمع النديم ندماء مثل ظريف وظرفاء الشاعر في الندمان.
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقنى ... ولا تسقنى بالأصغر المتثلم
وقال برج بن مسهر
وندمان يزيد الكأس طيبا ... سقيت إذا تغورت النجوم
وأخبرت عن عبد الله بن مسلم أنه قال أنما قيل لمشارب الرجل نديمه من الندامة لأن معاقر الكأس إذا سكر تكلم بما يندم عليه وفعل ما يندم عليه فقيل لمن شاربه نادمه لأنه فعل مثل فعله كما تقول ضاربه وشاتمه ثم اشتق من ذلك نديم كما تقول جالسه فهو جليسه وقاعده فهو قعيده ويدل على هذا قول رسول الله ﷺ في وصف الجنة " فيها أنهار من عسل مصفى وأنهار من كاس ما بها صداع ولا ندامة ". ونبذت الصنائع تركت وأعرض عنها وأصل النبذ الرمى نبذت الشيء من يدي إذا رميته ومنه سمى النبيذ نبيذًا لأن التمر يلقى ويترك حتى يدرك. والصنائع جمع صنيعة وهي الإحسان وقدر المعروف قيمته وهو القدر أيضا والمعروف والعرف اصطناع الخير واعتقاده في أعناق الرجال وسمى معروفًا لأن كل إنسان فعله أو لم يفعله يعرف فضله ولا ينكر حسنه. والخواطر جمع خاطر وهو الفكر وفاعل يجمع على فواعل إذا كان اسما فأما النعت فلا يجمع عليه لئلا يلتبس بالمؤنث لا تقول في جمع ضارب ضوارب لأنه جمع وقد جاءت أحرف في المذكر على هذا الجمع نحو فارس وفوارس لأنه يختص بالرجال وهالك وهوالك قال ابن جذل الطعان.
فأيقنت أني ثائر ابن مكدم ... غداتئذ أو هالك في الهوالك
وناكس ونواكس قال الفرزدق
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار
وقال ابن الأعرابي حارس وحوارس وحاجب وحواجب من الحجابة ومن ذلك ما جاء في المثل مع الخواطئ سهم صائب وقولهم أما وحواج بيت الله ودواجه جمع حاج وداج والداج الأعوان والمكارون وغائب وغوايب وشاهد وشواهد وقال عتيبة بن الحارث:
ومثلى في غوايبكم قليل
1 / 26
فقيل له نعم وفي شواهدنا وحكى المفضل رافد وروافد وأنشد:
إذ قل في الحي الجميع الروافد
وقوله " وسقطت همم النفوس وزهد في لسان الصدق وعقد الملكوت فأبعد غايات كاتبنا في كتابته أن يكون حسن الحظ قويم الحروف وأعلى منازل أديبنا أن يقول من الشعر أبياتا في مدح قينة أو وصف كأس ".
الهمم جمع همة وهي العزيمة وما يجيله الإنسان في نفسه وهو اتساع همه يقال هم بالشيء إذا عزم عليه أو حدث به نفسه وقيل للملك همام لأنه إذا هم بشيء فعله والزهادة في اللغة أصلها القلة فمعنى قولهم زهدت في الشيء أي قلت رغبتي فيه قال الليث الزهد والزهادة في الدنيا ولا يقال الزهد إلا في الدين والزهادة في الأشياء كلها وقال ثعلب في الفعل منه زهد وزهد وزهد. ولسان الصدق الثناء الحسن قال الله تعالى " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " واللسان لسان الإنسان والكلام واللغة والرسالة ويقال للسان الإنسان مقول ولقلق. والصدق ضد الكذب واشتقاقه من قولهم رمح صدق إذا كان قويا صلبا ومنه يقال هو صدق النظر وصدق اللقاء إذا كان قويهما فحقيقة معنى الصدق قوة الخبر كما أن معنى ضعف الخبر من قولهم حمل عليه فما كذب أي فما ضعف. وعقد الملكوت مصدر عقدت الحبل عقدا شددته والملكوت الملك وهو فعلوت منه مثل الجبروت من التجبر والرحموت من الرحمة والمعنى وقلة الرغبة في الثناء الحسن وفي بلوغ الملك وقيل أراد بعقد الملكوت اعتقاد ملكوت الله بالقلب ومعرفته على الحقيقة بنور النفس ويروى وعقد الملكوت بضم العين وفتح القاف جمع عقده أي زهد في اتخاذ الشرف والرعفة بالتوحيد والعلم. والغايات جمع غاية وغاية الشيء منتهاه وغاية الجيش رايته، كذلك غاية الخمار والغاية القصبة التي تصاد بها العصافير والقويم وإنما ذكر ذلك منكرا على من اقتصر من الكتاب على حسن الحظ دون غيره ورأى أنه قد تناهى في الكمال إذا كان حسن الحظ ولم يقصد إلى عيب حسن الحظ فإن ذلك محمود بالجملة وقد جاءت في الحظ والقلم آثار كثرة فمنها ما روى عن ابن عباس ﵀ أنه قال في قوله تعالى " أو إثارة من علم " قال الحظ الحسن وفسر بعضهم قوله تعالى " يزيد في الخلق ما يشاء " أنه الحظ الحسن وروى عن النبي ﷺ أنه قال " الحظ الحسن يزيد الحق وضوحا " وقيل حسن الحظ
1 / 27
إحدى البلاغتين ورداءته إحدى الزمانتين وأنكر أيضًا على من رضى من الأدباء يقتصر من الآدب على أن يقول من الشعر أبياتا في مدح قينة أو وصف كأس وقنعٍ بهذه المنزلة وكان ذلك أفضل ما فيه وليست هذه مرتبة العلماء فأما من كان عالما وانضم الى علمه طبع في قول الشعر فليس هذا الطعن متعلقا به وأبيات تصغير أبيات وإنما جاز تصغير هذا الجمع لأنه جمع قلة وجمع القلة يشبه التصغير من حيث أنه تقليل كما أن التصغير تقليل وشبة الآحاد ألا ترى أنه يفسر به العدد نحو ثلاثة أكلب وأصل العدد أن يفسر بالواحد نحو أحد عشر درهما فلهذا المعنى صغر على لفظة فأما جمع الكثرة فلا يجوز تصغيره على لفظه لأن المراد بتصغير الجمع تقليل عدده وذلك ضد الكثرة فكان يتنافى لكن يرد إلى أدنى العد فإن لم يكن له أدنى عدد رد إلى الواحد وألحق الواو والنون إن كان ممن يعقل والألف والتاء إن كان مما لا يعقل تقول في جعافر جعيفرون وفي مساجد مسجدات فأما أسماء الجموع فتحقيرها تحقير الآحاد تقول في تحقير قوم ورهط قويم ورهيط. وأمثلة القلة أربعة أفعل كاء كلب وأفعل كاء جمال وأفعلة كأرغفة وفعله كصبية وحده من الثلاثة إلى العشرة. والقينة الأمة مغنية كانت أو غير مغنية قال زهير.
رد القيان جمال الحي فاحتملوا ... إلى الظهيرة أمر بينهم لبك
أراد الإماء أنهن رددن جمال الحي لشد أقتابها عليها واشتقاقها من قانت المرأة الجارية إذا زينتها والماشطة تدعى المقينة وقال ابن كيسان إنما سميت قينة لأنها تعمل بيدها مع غنائها وكل صانع بيده قين إلا الكاتب ثم سميت الأمة وإن تكن صانعة قينة للمغنية وإن لم تكن أمة قينة إذا كان الغناء صناعة لأن ذلك من عمل الإماء دون الحرائر والوصف النعت للشيء بحليته والكأس القدح فيه الخمر فإن لم يكن فيه خمر فهو قدح والكأس مهموزة مؤنثة وجمعها كؤوس قال الأزهري وأحسب اشتقاقها من قولهم كأص فلان الطعام والشراب إذا أكثر منه لأن الصاد والسين يتعاقبان في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما وذكر قوم إن الكأس الشراب بعينه.
وقوله " وأرفع درجات لطيفنا أن يطالع شيئا من تقويم الكواكب وينظر في شيء من القضاء وحد المنطق ثم يعترض على كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه وعلى حديث رسول الله ﷺ بالتكذيب وهو لا يدري من نقله "
الدرجات المنازل والدرجة العلو في المنزلة ودرجات الجنان منازل ارفع من
1 / 28
منازل. واللطيف يريد به الدقيق الفكر من الناس الذي يغوص على المعاني ويعني به المتفلسف والمنجم لدقة نظرهما ولطف فهمهما. وطالع الشيء إذا أشرف عليه ولم يستقص ويبالغ فيه وهو مما جاء من فاعل للواحد وطالع الوعل الماء إذا ورده مشرفا عليه. قال النمر بن تولب:
إذا شاء طالع مسجورة ... ترى حولها النبع والسأسما
المسجورة عين مملوءة والنبع شجر تعمل منه القسى والسأسم قيل شجر الآبنوس والتطلع التشوف وتقويم الكواكب حساب سيرها وحركاتها وهو مصدر قومته تقويما قال أبو زيد أقمت الشيء وقومته فقام بمعنى استقام قال والاستقامة اعتدال الشيء واستواؤه واستقام فلان بفلان أي مدحه وأثنى عليه. والكوكب النجم وهو مما جاءت فاؤه وعينه من موضع واحد كددن وهو اللعب ويقال كوكب وكوكبة كما قالوا بياض وبياضة وعجوز وعجوزة وكوكب الشيء أيضا معظمه وكوكب الروضة نورها وكوكب الحديد بريقه وتوقده وذهب القوم تحت كل كوكب إذا تفرقوا والقضاء يريد به أحكام النجوم ههنا وهمزة القضاء منقلبة من ياء وهو فعال من قضيت وأصله قضاى فقلبت الياء همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة والقضاء في اللغة على ضروب كلها يرجع إلى معنى انقطاع الشيء وتمامه فمنها قوله تعالى " وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه " والقضاء الإعلام وقضينا إلى بني إسرائيل أعلمناهم إعلامًا قاطعا والقضاء الفصل في الحكم وقضاء الدين أداؤه لأن أداءه يقطع ما بين الغريمين وكل ما أحكم فقد قضى قضاء. وحد المنطق قيل يريد به صناعة المنطق وهي علم القياسات والحد والقسمة. والحد هو لفظ وجيز دال على حقيقة الشيء كقولك في حد الإنسان حي ناطق مائت وسمى الحد حدا لأنه يمنع المحدود أن يخرج منه بعضه أو يدخل فيه غيره والحد في اللغة المنع. وقوله بالطعن الطعن مصدر طعن قال قوم يقال طعن بالرمح يطعن بضم العين طعنا وطعن عليه في علم أو نسب أو ما أشبهه يطعن بفتح العين طعنانا وينشدون قوله الشاعر:
وأبى ظاهر الشناءة إلا ... طعنانا وقول ما لا يقال
وقال آخرون يطعن ويطعن طعنا وطعنانا فيهما جميعا قال الكسائي لم أسمع أحدا من العرب يقول يطعن بالرمح ولا في الحسب إنما سمعت يطعن وقال الفراء سمعت أنا يطعن بالفتح. ومعنى الشيء محنته وحاله التي يصير إليها أمره وعن
1 / 29
ثعلب المعنى والتفسير والتأويل واحد ويقال عناني هذا الأمر يعنيني عناية فأنا معنى واعتنيت بأمره. والتكذيب مصدر كذبة إذا نسبه إلى الكذب وأكذبه إذا وجده كاذبا وقال الكسائي أكذبته إذا أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه وكذبته إذا أخبرت أنه كاذب وقال ثعلب هما بمعنى واحد وأصل النقل تحويل الشيء من موضعٍ إلى موضعٍ.
وقوله " قد رضي عوضا من الله ومما عنده بأن يقول فلان لطيف وفلان دقيق النظر يذهب إلى أن لطف النضر قد أخرجه عن جملة الناس وبلغ به علم ما جهلوه فهو يدعوهم الرعاع والغثاء والغثر ".
العوض البدل والخلف وهو اسم من قولك عاض يعوض عوضا وعياضا يقال عاضه الله خيرا وأعاضه وعوضه. والرعاع رذال الناس وضعفاؤهم وهم الذين إذا فزعوا طاروا ويقال للنعامة رعاعة كأنها أبدا منخوبة فزعة والغثاء ما حمله السيل من القماش شبه به السفلة لأنه لا ينتفع به قال أبو زيد غثا الماء يغثو غثوا وغثاء إذا كثر فيه البعر والورق والقصب وعنه أيضا غثا الوادي يغثو غثوا فهو غاث إذا كثر غثاؤه والغثر جمع أغثر وهو الأحمق وعن الأصمعي الغثراء من الناس الغوغاء وأصله من الغثر وهي الغمرة ويقال للضبع غثراء للونها وهي أحمق الدواب فشبه الحمقى من الناس بها.
وقوله " وهو لعمر بهذه الصفات آولى وهي به أليق لأنه جهل وظن أن قد علم فهاتان جهالتان ولأن هؤلاء جهلوا وعلموا أنهم يجهلون " قوله لعمر الله هو قسم ببقائه ﷿ والعمر البقاء ويقال عمر وعمر وعمر ولا يستعمل في القسم إلا الفتح لأن القسم كثر في الكلام فاستعمل فيه المفتوح لأنه الأخف وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف تقديره لعمر الله قسمى أو ما أقسم به فان حذفت اللام نصبت فقلت عمر الله ونصبه أما بفعل القسم أو على حذف الباء أو على المصدر كأنك قلت عمرتك الله تعميرا فجعلت العمر في موضع التعمير. وقوله أليق أي ألصق وألزم وأصل الالتياق لزوم الشيء للشيء يقال هذا الأمر لا يليق بك أي لا يحسن بك حتى يلصق بك ومن قال لا يليق بك فمعناه أنه ليس بوفق لك ومنه تلييق الثريد بالسمن إذا أكثر أدمه ويقال لقت الدواة وألقتها أي ألصقت المداد بها وما ألاقتنى البلاد أي ما لصقت بي أي لم أثبت بها وظن أن قد علم أي أيقن أنه قد عرف والظن يكون يقينا وشكا وتهمة فإذا كان يقينا وشكا دخل على المبتدأ والخبر فنصبهما وإذا
1 / 30
كان تهمة تعدى إلى مفعول واحد. وعلم الأول بمعنى عرف يتعدى إلى مفعول واحد والثاني من أفعال الشك واليقين يتعدى إلى مفعولين.
وقوله " ولو أن هذا المعجب بنفسه الزاري على الإسلام برأيه نظر من جهة النظر لأحياه الله بنور الهدى وثلج اليقين ولكنه طال عليه أن ينظر في علم الكتاب وفي أخبار الرسول ﷺ وصحابته وفي علوم العرب ولغاتها وآدابها.
المعجب الذي يعجب بما يكون منه وأن كان قبيحا والزاري المستصغر العايب يقال زري عليه فعله إذا عابه عليه زاري ومزرية وزريانا عن أبي زيد وأزري به إذا قصر به إزراء والإسلام أصله الانقياد وقيل الإخلاص والرأي أي القلب وهو ما يراه الإنسان في الأمر وجمعه آراء وأراء على القلب والفعل منه رأى وراء وقوله نظر من جهة النظر يريد أن الناظر منهم لو نظر من جهة الحق والتبصر والاسترشاد لهداه الله ولكنه يقصد معاندة الحق والإعجاب برأيه. والهدى الرشد تقول منه هديت إلى الحق وهديت للحق قال ابن الإعرابي الهدى إخراج شيء إلى شيء والهدى أيضا الطاعة والروع والهدى الهادي في قوله تعالى " أو أجد على النار هدى " أي هاديا والهدى أيضا الطريق قال الشماخ.
قد وكلت بالهدى إنسان ساهمة ... كأنه من تمام الظمئ مسمول
ويقال هداه في الطريق هدى وهداه الطريق هداية وهديت العروس هداء وأهديت الهدية والهدى اهداء والهدى أحد المصادر التي جاءت على فعل نحو السرى والتقى والبكا. وثلج اليقين برد اليقين والثلج الشيء الذي تسر به يقال ثلج فؤادي بالشيء يثلج وثلج يثلج أيضا إذا سر به وبرد ما كان يجد من حرارة الحزن كما يقال في ضده أحرق الحزن فؤاده ويقال في غير هذا المعنى ثلج فؤاد الرجل فهو مثلوج إذا كان بليدا وثلجت السماء جاءت بثلج كمطرت جاء بمطر. والصحابة بالفتح الأصحاب وهي في الأصل مصدر يقال صبحه بالضم وصحابة بالفتح وجمع الصاحب صحب مثل راكب وركب وصحبة مثل فاره وفرهة وصحاب مثل جائع وجياع وصحبان مثل شاب وشبان والأصحاب جمع صحب مثل فرخ وأفراخ وجمع الأصحاب أصاحيب وقولهم في النداء يا صاح معناه يا صاحبي ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحده سمع من العرب مرخما. والعلوم جمع علم مصدر علم وجاز جمعه لاختلاف أنواعه فإن لم تختلف أنواعه ولم تدخله
1 / 31
الهاء لم يثن ولم يجمع. وقوله ولغاتها اللغات جمع لغة وأصل اللغة لغوة من لغا يلغو إذا تكلم وقال ابن الإعرابي لغا فلان عن الصواب وعن الطريق إذا مال عنه قال واللغة أخذت من هذا لأن هؤلاء تكلموا بكلام مالوا فيه عن لغة هؤلاء الآخرين وقال الكسائي لغا في القول يلغا وبعضهم يقول يلغو قال ولغى يلغى لغة والمصدر لغو وقال الليث اللغة واللغات واللغين اختلاف الكلام في معنى واحد.
وقوله " فنصب لذلك وعاداه وانحراف عنه إلى علم قد سلمه له ولأمثاله المسلمون وقل فيه المتناظرون له ترجمة تروق بلا معنى واسم يهول بلا جسم "
نصب لذلك أي قصد له وتجرد يقال منه نصب فلان لفلان نصبا وكل شيء جعلته علما فهو نصب والنصب ضرب من السير لين وهو أيضا ضرب من الغناء والنصب بفتح الصاد التعب والنصب الشر والنصب بالكسر لغة في النصيب. وقوله وعاداه هو فاعله من العداوة وهي خلاف المصادقة واشتقاق العداوة من العدوان وهو الظلم وقال ابن الأنباري قولهم هو عدوه معناه هو يعدو عليه بالمكروه ويظلمه. وقوله ترجمة الترجمة تفسير لسان بلسان آخر وهو تفعلة من رجمت أرجم رجما إذا ظننت وحدست ومنه قوله تعالى " رجما بالغيب " وقال الهذلي:
إن البلاء لدى المقاوس مخرج ... ما كان من عيب ورجم ظنون
فكأن الترجمان الذي يصيب بطنه معنى كلام المتكلمين بلسانين قال اللحياني يقال ترجمان وترجمان وقهرمان وقهرمان. ويروق يعجب راقني الشيء يروقني أي أعجبني. ويهول يخيف والهول المخافة من الأمر على ما يهجم عليه منه كهول الليل وهول البحر تقول هالني الأمر يهولني وأمر هائل والجسم يجمع البدن وأعضاؤه من الناس والإبل والدواب ونحو ذلك مما عظم من الخلق الجسيم والفعل جسم يجسم جسامة والجسمان جسم الرجل أيضا وكذلك الجثمان وهو ههنا مثل.
قوله " فإذا سمع الغمر والحدث الغر قوله الكون والفساد وسمع الكيان والأسماء المفردة والكيفية والكمية والزمان والدليل والأخبار المؤلفة راعه ما سمع وظن أن تحت هذه الألقاب كل فائدة وكل لطيفة فإذا طالعها لم يحل منها بطائل ".
الغمر الذي لم يجرب الأمور يقال منه غمر بالضم يغمر غمارة وجمع الغمر
1 / 32
أغمار وهو المغمر أيضا. والحدث الناشئ فإن قلت السن زدت ياء فقلت حديث السن وجمع الحدث حدثان ورجل حدث وحدث إذا كان كثير الحديث حسن السياق له وهو حدث ملوك إذا كان صاحب حديثهم ويقال أخذه منه ما قدم وما حدث ولا يضم حدث في شيء من الكلام إلا مع قدم اتباعا له والغر الحدث الغافل وهو العزيز والغرارة الحداثة وقد غريغر بالكسر غرارة وجارية غرة وغريرة وعيش غرير إذا كان لا يفزع أهله والغار الغافل. والكون عندهم وجود الجوهر عن عدم مثل وجود عمرو بعد أن لم يكن والفساد عدم الجوهر عن وجود مثل أن يموت عمرو بعد أن كان حيا. ومثل بعضهم الكون والفساد بالنطفة تقع في الرحم فتنعقد منها علقة ثم تصير خلقا فإذا انعقدت النطفة فسد المنى فيصلح غيره ويفسد هو قال ومثلوا هذا بالحطب والرماد فتكون الرماد يفسد الحطب وقالوا وليس شيء يتكون إلا بفساد غيره فهذا معنى الكون والفساد وسمع الكيان كتاب من كتب أرسطاطاليس وقالوا تأويله اسمع معنى ما تكون أو يتكون والكيان بالسريانية هو الطبيعة ويريدون بالطبيعة الشيء الذي يصرف هذه الأجسام ويحركها إلى مواضعها كالمعنى الذي يحرك المسجد إلى أسفل والمعنى الذي يحرك النار إلى العلو. ويروي سماع الكيان وليس بالجيد لأنهم يسمونه سماع الجوهر وسمع أقرب إلى سماع لأنهما مصدران والسمع إنما هو الصيت وسمى بذلك لأنه أول ما يسمعه المتعلمون لهذا العلم ويسمى أيضا السمع الطبيعي والسماع الطبيعي. والأسماء المفردة هي الأسماء التي ركب منها الكلام التام نحو زيد وعمرو والإنسان والفرس وكذلك الأفعال المفردة يعبرون عنها بالأسماء المفردة نحو خرج وعلم فإذا ركبت حصل منها كلام تام مفيد نحو زيد خارج وعلم عمرو والفرس جواد وهو الذي يسميه النحويون جملة. والكيفية قالوا هو من قولهم كيف هذا الشيء وكيف زيد فكيف سؤالك عن حال الجسم من الحرارة والبرودة والسواد والبياض والكمية هو من قولهم كم المال وكم هذا الشيء وكم سؤال عن عدد وهو عدد من مساحة الإنسان كقولك ذراع وذرعان وشبر وشبران والزمان كقولك كان الخروج اليوم أو أمس ويسمونه مقولة متى والدليل كقولك غلام زيد وعبد عمرو وهو يسمى الإضافة والأخبار المؤلفة أي المجموعة وهي الأخبار التي انتقلت من الألفاظ المفردة وذلك أنك إذا قلت خرج زيد كان ذلك خبر قد ائتلف من لفظتين مفردتين إحداهما خرج والأخرى زيد وهو بمنزلة الكلام الذي يسميه النحويون جملة. راعة أي
1 / 33
أفزعه والروع بالفتح الفزع والروع بالضم الجلد وسمى روعًا لأنه موضع الروع أي الفزع فمعنى راعه أصاب بالفزع روعه أي قبله كما تقول جلده وفي الحديث " إن في كل أمة محدثين ومروعين فإن يكن في هذه الأمة منهم أحد فهو عمر " فالمروع الذي ألقى في روعه الصواب والصدق وكذلك المحدث كأنه حدث بالحق الغائب فنطق به والأروع الجميل الذي يروعك بجماله والفائدة ما يستفيده من مال أو علم أي يستحدثه ويحصل له ويقال أفدت المال أعطيته غيري وأفدته استفدته قال القتال:
مهلك مال ومفيد مال
أي مستفيد وفاد المال نفسه يفيد إذا ثبت له والاسم الفائدة. واللطيفة ما يطرف به الرجل صاحبه ويتحفه به من مال أو علم ليعرف بره. واللطف البر والكرامة وجمع لطيفة لطائف. وطالعها أشرف عليها ووقف على معناها. ولم يحل لم يظفر يقال ما حليت منه شيأ أي ما أصبت وحكى أبو جعفر الرواسي ما حليت منه بطائل بالهمز أي ما أصبت ويقال حلي الشيء بعيني وبصدري وفي عيني وفي صدري وحلا في فمي الشراب يحلو ويحلى فيهما جميعا. والطائل الشيء النفيس الذي له فضل مأخوذ من الطول وهو الفضل.
وقوله " إنما هو الجوهر يقوم بنفسه والعرض لا يقوم بنفسه ورأس الخط والنقطة لا تنقسم والكلام أربعة أمر واستخبار وخبر ورغبة ثلاثة لا يدخلها الصدق والكذب وهي الأمر والاستخبار والرغبة وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر "
لفظة الجوهر ليست بالعربية وإنما هي فارسية معربة ويجوز أن تكون عربية ووزنها فوعل من الجهر والجوهر عندهم هو الجسم وحدوه بأنه الشيء الذي له طول وعرض وعمق وهو يقوم بنفسه والعرض كالطعم والريح واللون وهو لا يقوم بنفسه وإنما يوجد في الأجسام. ونهايات الجسم عندهم سطوح والسطح ماله طوله وعرض فقط ولا عمق له ونهايات السطح خطوط والخط هو طول فقط ولا عرض له ولا عمق له ونهاية الخط النقطة وهي جزء لا يتجزأ وليس يراد نقطة ينقطها الكاتب لأن تلك شكل بسيط وإنما هي شيء يدرك بالوهم لا قدر له ونهاية الخط نقطتان والخط المستقيم هو الموضوع على مقابلة النقطة وقالوا النقطة لا تنقسم لأنها لو انقسمت لكانت خطا وقولهم رأس الخط معناه ابتداء الخط ونهايته فأتم
1 / 34