182

شرح أبيات

كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب

پژوهشگر

الدكتور محمود محمد الطناحي

ناشر

مكتبة الخانجي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

محل انتشار

القاهرة - مصر

فكما نسبت الكتابة إلى اليد، دون جملة الإنسان، كذلك ينسب الطعان إلى الراحة، لأنها بها تكون، كما تكون الكتابة باليد. وقول الهذلي: زجرتُ لها طيرَ الشَّمالِ فإن تكنْ ... هواك الذي تهوى يصبك اجتنابها تقديره: إن تكون هواى الذي تهوى تلك، فقال: هواك، كما قال: وأناتَ بينَ القروِ والعاصرِ وقوله: يصبك اجتنابها أي يصيبك اجتناب الطير المزجورة، أي يصيبك ما تكره من زجرها، والمعنى: يصيبني، إلا أنه أخرجه على لفظ الخطاب، كما قال: هوالك. والمعنى: إني لا أصرمها، ولا أحول عن ودها، وإن لم تستقم هي لي، ولم تعتقد في هذا الاعتقاد. ومثل قوله: تهوى في أن التاء للغائب المؤنث، دون المخاطب، قول الحطيئة: منعَّمةٌ تصونُ إليكَ منها ... كصونك من رداء شرعبىَّ أي تصون هي: وليس تصون لك أيها المخاطب، كما أن تهوى في قوله: فإن تكن هواك الذي تهوى ليس لك. ومثل قول الحطيئة في المعنى، قول ذي الرمة: رخيماتُ الكلام مبتَّلاتٌ ... جواعلُ في البرى قصبًا خدالا

1 / 197