شراف
al-Sharaf al-Aʿla fi Dhikr Qubur al-Muʿalla
ژانرها
14- الشيخ خليل بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر إمام المالكية بالحرم ومنها حجر عليه بعد البسملة والصلاة على النبي وبعد قوله تعالى إن المتقين في جنات وعيون الآية ما صورته هذا قبر الشيخ الصالح الفقيه الإمام خليل إمام المالكية بالحرم الشريف تولاها عام ثلاثة عشر ابن الفقيه عبد الرحمن بن الفقيه محمد بن عمر تغمدهم الله برحمته وأسكنهم الفردوس من جنته توفي ليلة الإثنين لعشر بقين من شوال سنة ستين وسبعمائة انتهى كان هذا الرجل من خيار عباد الله المتضلعين من العلم وكان كثير البر والصدقة والإيثار ومواساة الفقراء وتحمل الدين العظيم لأجلهم كان ينتهي دينه في بعض السنين إلى مائة ألف درهم ويقضيها الله تعالى من وجوه حميدة وأما دينه وورعه وعلمه وتمسكه بالسنة فكان فوق ما يصف الواصف وحدث عن البحر بلا حرج وكان كثير زيارة النبى بحيث إنه قل أن يخرج زوار إلى النبى إلا وهو معهم وكان قد أقام بالمدينة وجاور بها واشتغل على أبي عبد الله بن فرحون في العربية ولازم درسه وكان قد قهره الوسواس وله في ذلك حكايات غريبة ولو أردت أن أذكر أحواله وكراماته وكرمه لأتيت بالإسهاب والإطناب وولي مقام المالكية بعده ابن أخيه عمر كما هو مذكور في موضع غير هذا وولي بعده المقام المذكور سيدنا ومولانا أقضي القضاة نور الدين أبو الحسن علي بن الشيخ الإمام العالم العامل الرباني شهاب الدين احمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن النويري الهاشمي العقيلي وهو شقيق القاضي شيخ الإسلام كمال الدين أبي الفضل النويري وكان القاضي نور الدين المذكور صلبا في فصل الحكومات الشرعية لا تأخذه في دين الله لومة لائم وكان سيفا صارما على أهل البدع وأهل الشر وكانت له هيبة عظيمة في القلوب وسطوة يفصل بين الطالب والمطلوب وكان أخوه القاضى أبو الفضل قد استنابه في فصل الحكومات على مذهبه واستمر على ذلك أيام أخيه ثم استنابه ابن أخيه قاضي الحرمين الشريفين أبو البركات محب الدين أحمد ابن القاضي أبي الفضل ولم يزل من العز في معقل حصين ومن السعادة في مكان متمكن مكين تساعده الاقدار في مطلوبه وتساعفه في مراده ومرغوبه إلى ان اختار الله له قربه ونزهه عن رذائل هذه
صفحه ۹۳