شأن الدعاء
شأن الدعاء
پژوهشگر
أحمد يوسف الدّقاق
ناشر
دار الثقافة العربية
إلَى أنه غير مُشتَقٍّ، وَاحْتَجَّ بِأنهُ لَوْ كَانَ مُشتَقًَّا مِنَ الرحْمَةِ لاتَّصَلَ بِذِكْرِ المَرحومِ، فَجَازَ أنْ يُقَالَ: اللهُ رَحمان بعِبَاده. كَمَا يُقَالُ: رَحِيْم بِعِبَادِهِ.
فَلما لم يَسْتَقِم صِلَتُهُ بِذِكْرِ المَرحُومِ، دلَّ عَلَى أنهُ غير مُشْتَق من الرحْمَةِ. وقَالَ: لو كانَ (١) هذا الاسمُ مُشتَقًا مِنَ الرحْمَةِ، لم تنكِرْهُ العَرَب حينَ سَمِعوه! إذْ كَانُوا لَا يُنْكِرْونَ رَحْمَةَ رَبِّهمْ. وَقَدْ حَكَى الله عَنْهمْ الإنكارَ لَه والنُّفُورَ عَنه فِي قَوْلهِ: (وَإذَاِ قِيْلَ لَهُمُ اسْجُدُوا للرحمنِ. قَالُوا: وَمَا الرحْمنُ) الآية [الفرقان/ ٦٠]. وزعمَ بَعْضهُمْ: أنه اسم عبرَانيُّ [وَذهب الجمْهُور مِنَ الناسِ إلَى أنه اسم مُشْتَقٌّ مِنَ الرحْمَةِ مَبْني عَلَى المبالَغَةِ. وَمَعْنَاهُ: ذو الرحْمَةِ. الذِي (٢) لَا نَظيرَ لَهُ فِيْهَا، وَلذلِكَ لا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ كَمَا يُثنى الرحِيْم وَيُجْمَعُ] (٣).
وَبِنَاءُ فَعْلانَ فِي كَلَامِهِم بِناءُ المُبَالَغَةِ، يُقَالُ لِشَدِيْدِ (٤) الِامْتِلَاءِ: مَلآن، وَلشَدِيدِ (٤) الشبَعِ: شَبْعَان. وَيَدُلُّ عَلَى صِحةِ مَذْهَبِ (٥) الِاشِتقَاقِ فِي هَذَا الاسْمِ.
[١٩] حديثُ عَبْدِ الرحْمنِ بنِ عَوْفٍ، [﵁] (٦): حَدثَنَاهُ: أحمدُ بنُ عبدِ الحكيمِ (٧) الكُرَيْزِيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ
[١٩] رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ١٩١، ١٩٤، وأبو داود في الزكاة برقم = _________ (١) في (ظ): "قال ولو كان ... ". (٢) في (م): "التى". (٣) ما بين معقوفين نقله القرطبي في تفسيره ١/ ١٠٤. (٤) في (م): "للشديد" في الموطنين. (٥) سقطت من (م) كلمة "مذهب". (٦) زيادة من (م). (٧) في (م): "الحكم".
1 / 36