والفقرة السابقة نقلها د. أحمد عيسى بتمامها، فى معجمه الذى استكمل به عيون الأنباء فى طبقات الأطباء وختمها بإشارة إلى ترجمة الشيرازى فى الطبقات لابن قاضى شهبة، حوادث سنة ٨٠٥ هجرية (١) (وهى سنة وفاة الشيرازى)
وتبقى، مع ذلك؛ جملةُ إشكالات. الأول: أن مولد غياث الدين الشيرازى وفقًا لما ذكره السخاوى، كان سنة ٧٢٥ هجرية. وقد ذكر حاجى خليفة، أن (غياث الطبيب) انتهى من الكتاب سنة ٧٣٦ هجرية (٢) .. فكيف يتفق أنه كتب كتابه فى الحادية عشر من عمره؟! والإشكال الآخر: أن أول الكتاب فى المخطوطتين، يطابق أوله عند حاجى خليفة، وكذلك وَصْف الكتاب وأقسامه بيد أن المؤلِّف فى المخطوطة: غياث الملة والدين.. أبو سعيد بن أبى مسلم بن أبى الخير الشيرازى. وهو فى كشف الظنون: أبو سعيد بن أبى مسلم بن أبى الخير الملقب بغيَّاث. وهو فى كليهما، عبارة عن كُنى لا أسماء، بل لايوجد فيه اسمٌ واحد! بينما الاسم عند السخاوى: محمد بن إسحاق بن أحمد غياث الدين الشيرازى فذكر اسم أبيه وجده، من غير كنى.. وقد أشار السخاوى إلى كتابه، من غير ذِكْر العنوان بقوله: وكان بارعًا فى الطب.. وصنَّف فيه كتابًا حسنًا. فهل كان السخاوى يقصد كتابه: الشامل؟!
والإشكال الأخير هنا: أن الشيرازى إذ يختار عنوانًا لكتابه؛ هل ضاقت عليه العناوين، فاختار عنوانًا مطابقًا لعنوان موسوعة العلاء - الذى سبقه بأكثر من مائة عام - أم تراه لم يسمع أصلًا بموسوعة الشامل فى الصناعة الطبية؟!
_________
(١) د. أحمد عيسى: معجم الأطباء، ذيل عيون الأنباء في طبقات الاطباء (دار الرائد العربي بيروت ١٩٨٢) ص ٣٧٠.
(٢) حاجي خليفة: كشف الطنون عن أسامي الكتب والفنون، ص ١٠٢٤.
1 / 28