99

أما سلافة فكانت أعلم الناس بفحوى تلك الرسالة؛ إذ جاءها رسول خاص من قيمة قصر الخليفة

المستعصم بالله كان مرافقا لرسول الخليفة، وقد أنبأها أن الرسالة تضمنت خلع شجرة الدر عن

سلطنة مصر، فكاد قلبها يطير فرحا، وأحبت إبلاغ ذلك إلى عز الدين، وكان يتردد عليها في

أثناء هذه المدة، وقد تحابا وبلغ خبرهما إلى شجرة الدر فاستاءت، لكنها كظمت غيظها، فلما علمت

سلافة بقدوم رسالة الخليفة، بعثت إلى عز الدين فجاءها، فقالت له: «بلغني أنه جاءكم رسول يحمل

كتابا من أمير المؤمنين، ما هو فحواه يا ترى؟» قال: «لا أعلم.» قالت: «وما ظنك أن يكون

فحواه؟» قال: «قلت لك إني لا أعلم، فهل أنت تعلمين؟»

فضحكت وقالت: «نعم أعلم، وقد قلت لك عن فحواه منذ ثلاثة أشهر، ألا تذكر؟» فأطرق وهو يفكر،

فتذكر حديثها الأول معه يوم جاءته إلى القلعة، وذكرت له يومئذ أن الخليفة لا يسلم بسلطنة

شجرة الدر، فقال: «أظنك تعنين حديثنا عن شجرة الدر؟» قالت بتهكم: «نعم عن ملكة

صفحه نامشخص