شجرة الدر: قصة تاريخية
شجرة الدر: قصة تاريخية
ژانرها
قالت شجرة الدر: فليكن زفافكما إذن غداة مقدمك مظفرا من حرب صاحب دمشق، ويومئذ أسأل مولاي الملك الصالح أن يوليك إمارة من إمارات الشام تتمتع فيها أنت وعروسك جهان بما تأملان من النعمة والسلام؛ جزاء ما بذلت وما صبرت.
قال بيبرس هادئا: في طاعتك يا مولاتي وطاعة مولاي الملك الصالح، يطيب لي أن أبذل دمي.
ثم حيا واتخذ طريقه إلى الباب، وبين قلبه وعقله صراع تكاد نظرة عينيه تكشف سره! •••
وتهيأ الملك الصالح للخروج بجيشه إلى الشام ليقضي على ما بقي من فتنة أصحاب المطامع ويوطئ لعرشه؛ وصحبته شجرة الدر وزيرة ومشيرة ومؤنسة؛ وما كان له أن يخليها في القاهرة ويمضي إلى سفر بعيد.
وكان مقدم جيشه فخر الدين بن الشيخ، يؤازره من أمراء الجند: عز الدين أيبك، وفارس الدين آق طاي، وركن الدين بيبرس، وسيف الدين قلاوون، وترك في القاهرة نائبه حسام الدين مفوضا في الحكم حتى يعود.
وتوالت هزائم العدو وتهاوت معاقلهم معقلا وراء معقل، وأوشكت أن تطهر الشام من فلول المتمردين على عرش الملك الصالح أيوب.
ثم جاءه البريد ذات صباح برسالة، فلم يكد يفض ختامها حتى خلى الميدان وأزمع المآب، وترك على دمشق نائبه الصاحب جمال الدين بن مطروح.
2
وبات الملك على الطريق إلى مصر متعبا منهوكا، قد هاجت به علة ذات الصدر، إلى قرحة في مأبضه لا تزال تدمى.
3
صفحه نامشخص