شجرة الدر: قصة تاريخية
شجرة الدر: قصة تاريخية
ژانرها
- ماذا تقول يا حسام الدين؟ - هو الحق يا مولاي، فليس في خزانة الدنانير إلا دينار واحد، وليس في غيرها من الخزائن إلا ألف درهم، ذلك كل ما بقي في خزانة الدولة يا مولاي.
قال الملك مغيظا حنقا لا يكاد يصدق ما سمعته أذناه: انظر جيدا يا حسام الدين؛ فقد كان في خزائننا منذ قريب يوم مات الكامل، ستة آلاف ألف دينار - ستة ملايين - وعشرون ألف ألف درهم - عشرون مليونا - فأين يذهب كل ذلك في بضعة عشر شهرا؟!
1
قال صاحب بيت المال: ذهب كله يا مولاي إلى بيوت أصحاب العادل، وقد رأيت عمال الخزانة لعهده يحملون المال إلى أصحابه في الأقفاص على رءوس الحمالين. - إذن؛ فادع لي كل من تعرف ممن ناله شيء من مال السلطان لندبر أمرنا وأمره. •••
ومضى يومان، والتأم في القاعة الكبرى من قصر القلعة مجلس حافل يضم عديدا من الأمراء والقضاة ورؤساء الجند ومقدمي المماليك وكل ذي جاه ومال من بطانة العادل، وتوسط الملك الصالح المجلس، فدار بعينيه في وجوههم فردا فردا قبل أن يتوجه إليهم بسؤاله في لهجة التأنيب والملامة: لماذا خلعتم سلطانكم وكان له في أعناقكم حق الطاعة؟
ونظر المجتمعون بعضهم إلى بعض، كأنما يعجبون أن يؤنبهم على أن أتاحوا له بخلع أخيه أن يرتقي إلى العرش، ولكنهم كان لا بد أن يجيبوا، فقال قائلهم: قد خلعناه؛ لأنه سفيه لا يحسن تدبير الأمر ولا سياسة الملك!
قال الملك باسما: فهل علمتم - وفيكم الفقهاء والقضاة وأصحاب الرأي - أن تصرف السفيه ينفذ؟
2
فردوا على الدولة ما أخذتم من يده؛ إذ كان السفيه لا يملك أن يهب ولا أن يشتري ويبيع!
وعاد المجتمعون ينظر بعضهم إلى بعض، ثم أذعنوا راضين أو مكرهين !
صفحه نامشخص