شهیرات زنان در جهان اسلامی
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
ژانرها
مستبسلا والسيف بيده لبث روح العزم في أفراد جيشه، وبعد كفاح شديد أحرزوا النصر ولكن بعد أن أصيب قائدهم المنصور بجراح بليغة، استشهد على أثرها في الخامس والعشرين من شهر رمضان ودفن بمدينة سليم حسب وصيته.
مات محمد المنصور وبموته فقد الأندلسيون ركنا من أركان شوكتهم، توفي رجلهم العظيم، وبوفاته انصدع بنيان اتحادهم، فيا لهول المستقبل المخيف! المستقبل المظلم الذي يهدد كيان الأندلس، لبسوا عليه ثياب الحداد وشقوا الجيوب كأنما كان حزنهم وحدادهم على نحس طالعهم الذي بدا في أفق السياسة، لم تعش صبيحة كثيرا بعد المنصور فقد توفيت في العام الثامن والتسعين
8
بعد الثلاثمائة، أي بعد تلك النكبة بستة أعوام، لقد تصالحا قبل وفاة المنصور، ولكن صلحهما كان ظاهريا اقتضته الظروف، وإلا فإن الدموع التي ذرفتها قد جعلت بينهما هوة من الآلام يصعب اجتيازها، فإن الأعوام الأخيرة من حياتها مضت بين جدران النسك والعبادة، وقد كان لموتها صدى حزن عميق في نفس الشعب لا يقل أثرا عن حزنهم لدى موت المنصور، وقد رثاها كثير من الشعراء وفيهم ابن دراج حيث شبهها بنجمة الأندلس، حقا إن «صبح» كانت من أشد النجوم تألقا في سماء الأندلس، كان هناك أمل في أن تحيا الأندلس حياة رغد ورفاهة طول حياتها، أما وقد أفل نجمها ولم يبق أثر لسلطان المنصور ولا بأس الحكم ولا شوكة عبد الرحمن، فلم يبق أمام الأندلس سوى السقوط والاندحار، لماذا؟ لأن الخلافة انتقلت إلى يد هشام، ذلك الخليفة الجبان العاجز الذي كان الأندلسيون يخشون حكمه، وليس هيبة منه وإنما خوفا من عجزه وضعفه.
لم تر صبيحة بعينها خاتمة قرطبة، تلك الخاتمة السوداء التي تهز حتى اليوم أوتار القلوب في بلاد الإسلام بضربات الحزن والألم، لو قدر لها أن تعيش بضعة أعوام أخرى لترى تقسيم عاصمتها لانهمرت عيناها بالدم بدل الدموع، ماتت دون أن ترى شيئا من ذلك، ماتت في بيت الزهراء وهي تنظر إلى نجمة تلمع على صفحة حوض من أحواض حديقتها الزهراء في مساء يوم لطيف حزين مؤلم، وقد كان آخر المشاهد انطباعا في نظرها، منظر تلك النجمة التي تستحم مرتعشة في أحواض بيت الزهراء.
الخاتمة
كتب موسى بن نصير والي المغرب، إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، يصف له الأندلس ترغيبا في فتحها، فقال:
الأندلس جنة فيحاء تشابه الشام بحسن موقعها، واليمن باعتدال مناخها، والهند بأزهارها ونباتها، ومصر بخصوبتها ونمائها، والصين بأحجارها الكريمة ومعادنها النفيسة.
وأعقب ذلك خروج طارق بن زياد لغزوها وتحت إمرته اثنا عشر ألفا من المجاهدين، وإن هي إلا أيام قلائل حتى تم فتحها، مضى على هذا العهد عصور ثلاث تمكن الفاتحون أثناءها من إيقاظ أمة جاهلة خامدة وأخذوا بيدها إلى مناهج العلم والعرفان تحت أشعة النور الإسلامي، فلم يمض إلا القليل حتى اعتلى الأندلسيون، اعتلت تلك الأمة التي كان القساوسة تسوقها كالأغنام ويذيقها الحكام صنوف العسف وألوان الاضطهاد، وأصبحت بعد زمن وجيز مطمح أنظار أوروبا وموضع الدهشة والإعجاب من أهلها.
دهشت أوروبا من مدنية إسبانيا، ثم أخذت تقترب منها على مهل
صفحه نامشخص