كلما رأيتك كثيرا ازددت شهوة
وكلما ازدادت شهوتي زاد لهيبي
ومال نحو مصطفى متسائلا: أين مارجريت؟
فغاب مصطفى دقائق، ثم عاد وهو يقول: مفاجأة غير سارة. - وهي؟ - سافرت. - أين؟ - خارج القطر. - وهل يقع ذلك فجأة؟
لوح بيده في استهانة، وقال: لنبحث عن غيرها.
8
تلك الدفعة الغادرة إلى الوراء فجرت رد فعل مضاد بقوة مضاعفة. وها أنت في سباق حاد مع الجنون. وغايتك الأخيرة أن تنطق غصون الشجر، وقد سأله مصطفى: أأنت واثق من أن ذلك هو الطريق إلى الشفاء؟ - ذلك راجح، وليس لدي الآن سواه.
وأوقفت السيارة أمام ملهى «كابري»، وقال وهما يمضيان نحوه: جربت كما تعلم أشياء وأشياء بلا جدوى، وواتتني نبضة هامة أمام مارجريت، ومارجريت وإن تكن كذبة عابرة، ولكن النبضة كانت حقيقية.
وجلسا تحت تكعيبة جانبية خافتة الضوء يلوح الجالسون تحتها كأطياف، وقال مصطفى: أما مدير هذا الملهى؛ فهو صديقك.
وأشار إلى طرف المسرح البعيد حيث يقف رجل من النمط الكروي، بدين مع ميل إلى القصر، برميلي التكوين، ذو وجه أبيض مليء، ينتهي أسفله بلغد غليظ منتفخ كأنه قربة، وفي عينيه نظرة نائمة تحت جفنين ثقيلين، وفي جانب فيه انحراف شبه دائم يشي بالمرح. رأى الرجل مصطفى؛ فانتقل إلى مجلسه بسرعة لا تناسب ثقله، وعرفه عمر. الزبون القديم الذي كسب له قضيتين، وصافحهما الرجل بحرارة، وجلس وهو يقول: عمر بك ... خطوة عزيزة.
صفحه نامشخص