176 - الشيخ عز الدين مسعود بن ابراهيم بن روزبهان «1» [الثانى]

كان شيخا صوفيا حليما ذا سكينة «2» حسن المحاورة كثير المسافرة له مزيد عقل ورجحان فى الأمور (ورق 114 ب) عارفا بالرسوم والعادات ذا دربة وتجربة فى الواقعات قد عمر البقعة الشريفة واضاف اليها زيادات وكان يذكر يومى العرس «3» وعاشوراء «4» ودعا مرتين للاستسقاء فوافقه السلاطين والعلماء، وكثيرا ما كنت اجلس فى الختمات* الى جنبه، مستأنسا بمحاورته «5» وقربه، فيقول انا لله قد خلت الديار، واستعلى الأشرار، ولم يبق «6» الأبرار والأحرار، فأتعجب من كلامه اذ ذاك، وافول فى نفسى اما يرى كثرة العلماء والفضلاء هناك، فما حال كثيرا على الحول، حتى فهمت معنى ذاك القول، شعر:

وانى متى احضرت يوما بمجلس ... وكنت صغيرا جالستنى الأكابر

فكيف اذا مات الأكابر كلهم ... وها انا كهل كابرتنى الأصاغر

فياليتنى لو مت «7» قبل كرامهم ... ولم يترفع باللئام المنابر

توفى فى سنة ... وسبعمائة «8» 25 ودفن بالرباط العالى، وفيه من الجوانب والأطراف كثير من العلماء والمشايخ والأشراف رحمة الله عليهم.

صفحه ۲۵۳