أغادية تسيل بها الجراح؟!
وما أثر الجراحة ما رأيتم
فتوهنها المناصل والرماح
ولكن فاض سيل البأس منها
ففيها من مجاريه انسياح
أما ألفونسو: فأمضه الحزن، وعضه عار الهزيمة، فلم يمكث بعد الموقعة أياما حتى مات.
ضيافة
عف ابن تاشفين هو وجيشه عن اقتسام الغنائم، وفاء بعهده للمعتمد، وظهورا بأنه إنما حارب للجهاد والمثوبة، وأنه لا يريد عرض الحياة الدنيا. ثم دعاه المعتمد إلى الضيافة بإشبيلية، فقبل الدعوة، ورحلا وأعلام النصر تخفق فوق رأسيهما، وكلما مرا ببلدة أو مدينة، هرع إليهما الناس يحيون فيهما البطولة، والعزيمة الصادقة، والصبر عند اليأس، حتى إذا بلغا إشبيلية أقبل المهنئون والشعراء وكان ابن وهبون قد أعد للموقف قصيدة طويلة، فلما هم بإلقائها سمع قارئا في صدر المجلس يقرأ:
إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ، فلما سمع الآية قال: بعدا لي ولشعري! والله ما أبقت لي هذه الآية شيئا.
نزل ابن تاشفين في ضيافة المعتمد، فرأى من البذخ والترف والنعيم، ومن عظمة القصور وكثرة الحشم والجواري، وجمال الفراش والأثاث، والإسراف في الإنفاق - ما أذهله وذهب بلبه.
صفحه نامشخص