وقبل خلع نجاد السيف فاسع إلى
ذات الوشاح وخذ للحب بالثار
ضما ولثما يغني الحلي بينهما
كما تجاوب أطيار بأسحار
معاهدة
تمر ست سنوات يموت في أثنائها المأمون بن ذي النون، فيتجهز المعتمد للإغارة على قرطبة، وها نحن أولاء نراه يقطع الطريق إليها عدوا، في جيش كثير العدد، وحوله قواده ومشيروه وفيهم ابن عمار والهوزني، ثم يدركهم الليل، فينزل المعتمد وحاشيته في خيمة وهو حزين كاسف البال.
ذكر اغتصاب جيش ابن ذي النون لقرطبة درة ملكه ... وذكر والألم يحز في نفسه هجوم حريز بن عكاشة بثلة من رجاله على قصر ابنه الظافر بقرطبة في جنح الليل، ثم خروج ابنه إليهم في لبسه المفضل يقاتل دون حوزة القصر فريدا بعد أن فر عسكره. ثم ذكر كيف أن حريزا قتله وتركه ملقى بالعراء، حتى جاء أحد المارة في الغلس فرآه، فغطاه بثوبه ... فأخذ المعتمد يردد:
ولم أدر من ألقى عليه رداءه
على أنه قد سل عن ماجد محض
ثم يقبل الجيش على قرطبة وقد خلت من جيوش القار بن ذي النون، فينزل بها جيش إشبيلية، ويفر حريز بن عكاشة في فصيلة من جنده، فيتعقبه المعتمد بنفسه حتى إذا ظفر به أغمد سيفه في صدره وصاح: نم هنيئا يا ولدي فقد أخذ أبوك بثأرك!
صفحه نامشخص