شاعر أندلسي وجائزة عالمية

عباس محمود العقاد d. 1383 AH
76

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

ژانرها

وتسري القشعريرة في أوصال بلاتيرو، كلما ارتفعت فرقعة جديدة من صاروخ طواويس متوهجة في جنة من النجوم.

وتسري القشعريرة في أوصال بلاتيرو كلما ارتفعت فرقعة جامحة من صاروخ جديد، وكلما تناثرت شظاياها فتطاول تحتها ظله وتقاصر على سفح الرابية، أكاد ألمح الخوف بين حدقتيه السوداوين!

فإذا انتهى المحفل إلى أوجه، وارتفع من الشظايا المتفرقة إكليل القلعة الذي يبهر النساء فيغمضن العيون ويضعن الأصابع في الآذان؛ بلغ القمة عند بروج الكواكب، وخرج بلاتيرو ينهق كالمجنون بين دوالي الكروم صوب أشجار الصنوبر الساكنة، كأنها روح يطارده الشيطان.

الراعي

على قمة الرابية التي يصبغها المساء هنيهة بعد هنيهة بظلمائه المرهوبة، يجلس الراعي الصغير كالشبح الأسود قبالة الأفق الأخضر، ينفث أشجانه في قصبة المزمار تحت الزهرة - ربة الحب - متألقة في سمت السماء.

وبين أريج الرياحين التي تكاد تتجسم بعطرها كلما اختفت ملامحها وغابت في ظلالها، تشتبك رنات الجلاجل من قبل الخراف المسرعات، متفرقات متقاربات قبل أن يتلاقين في وجهة القرية على جادة الطريق. - ليت لي ذلك الحمار يا سنيور!

كذلك صاح بي الصبي، أسود مما كان بين النور والظلام، كأنه واحد من عابري السبيل الذين ألفناهم في رسوم الإشبيلي الطيب برتلمي اسبتان.

ووددت لو نزلت له عن حماري، ومن لي أن أعيش بغيرك يا بلاتيرو؟!

لقد كان القمر يصعد إلى الذروة على دير منتماير يريق ضياءه برفق وحنان على الأرض التي يخيل إليك أنها من مغاني الأحلام تحف بها أهداب هفافة لا تمسكها الأوهام. والصخور تتطاول، تتقارب، تمعن في الشجى والحنين، كلما علا نواح الماء في الجدول المختبئ عن العيون.

ونسمع الصبي ونحن نبتعد عنه يناجي نفسه بطمعه المسموع: أي. أي. ليت لي ذلك الحمار!

صفحه نامشخص