شاعر أندلسي وجائزة عالمية
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
ژانرها
وواضحة لأنها صوت يعلو كلما راحت في الظلام شبحا لا يرى، وكلما ترددت في السمع وتجاوبت بالترداد صفت روحي وغرقت في الصفاء، حتى لا تسمع ولا تقول؛ لأنها هي المسموع والمقول.
ولمحت من جانب العين ظلا مديدا في قامة إنسان، منفردا، مصغيا، يجاور ظله على درج السلم، ويخطو رويدا رويدا مقتربا مني، ويقول لي بصوت سمعته وسمعت الماء معه: تصغي إلى الماء؟
قلت: نعم. ونهضت قائما وأنا أتحدث إليه قائلا: وأنت مثلي أراك تستمتع بالإصغاء إليه.
قال: لا حاجة بي أن أستمتع بالإصغاء إليه؛ فإنني أصغي إليه منذ ثلاثين سنة.
فهتفت به: ثلاثين سنة! وقلتها وأنا لا أذكر، ولا أعني أن أذكر، منذ كم من السنين كان إصغائي إليه.
ثم سمعته كأنه يقول: تخيل ما قد أخبرني به. وتخيل ما قد سمعت منه.
وانسرب في رفق فغاب في الظلماء، وغاب في الماء.
قنطرة
إلى قنطرة الهوى.
إلى الحجر الجاثم بين الصخرتين.
صفحه نامشخص