Series of Stories - Al-Munjid
سلسلة القصص - المنجد
ژانرها
حديث خروج النبي ﷺ وأبي بكر وعمر واستضافة أبي الهيثم لهم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فحديثنا في هذه الليلة -أيها الإخوة- عن الثلاثة العظماء الذين أخرجهم الجوع: نبي، وصدِّيق، وشهيد وكان ذلك في الصدر الأول من هذه الأمة المرحومة المكرمة بهذا النبي العظيم.
روى هذه القصة الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في هذا الحديث الصحيح: عن أبي هريرة ﵁ قال: (خرج النبي ﷺ في ساعةٍ لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ فقال: خرجت ألقى رسول الله ﷺ وأنظر في وجهه والتسليم عليه، فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله! فقال رسول الله ﷺ: وأنا قد وجدت بعض ذلك، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيْهان الأنصاري، وكان رجلًا كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبكِ؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم بقِربة يزعبها، فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي ﷺ ويُفَدِّيه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بساطه، ثم انطلق إلى نخلةٍ، فجاء بقِنْوٍ فوضعه، فقال النبي ﷺ: أفلا تنقَّيتَ لنا من رُطَبه؟ فقال: يا رسول الله! إني أردتُ أن تختاروا، أو قال: تخيروا من رُطَبه وبُسْره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله ﷺ: هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة؛ ظل بارد، ورُطَب طيب، وماء بارد.
فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعامًا، فقال النبي ﷺ: لا تذبحن ذات دَرٍّ، قال: فذبح لهم عَناقًا أو جَدْيًا، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال النبي ﷺ: هل لك خادمٌ؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سبي فائتنا، فأُتي النبي ﷺ برأسَين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي ﷺ: اختر منهما.
فقال: يا نبي الله! اختر لي.
فقال النبي ﷺ: إن المستشار مؤتمَن، خذ هذا، فإني رأيته يصلي، واستوصِ به معروفًا، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله ﷺ، فقالت امرأته: ما أنت ببالغٍ ما قال فيه النبي ﷺ إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق، قال: فقال النبي ﷺ: إن الله لم يبعث نبيًا ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالًاَ، ومن يوقَ بطانة السوء فقد وُقِي) قال أبو عيسى الترمذي ﵀: هذا حديث حسن صحيح.
4 / 2