Series of Faith and Disbelief - Introduction
سلسلة الإيمان والكفر - المقدم
ژانرها
عدم العذر بالجهل في قول الشهادتين
أيضًا: شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي التي لا عذر فيها للجاهل، فمن لم تتحقق لديه هاتان الشهادتان لم يكن مسلمًا دون اعتبار لعلم أو لجهل، فما دام أنه سمع بأن هناك نبيًا، وأن هناك رسولًا أتى بدين الإسلام، وأنزل عليه كتاب هو القرآن وبلغ بذلك صار مسئولًا على هذا الدين، فإن كل الفرق الإسلامية مجمعة على الشهادة بالكفر على كل من لم يدن بدين الإسلام يهوديًا كان أو نصرانيًا أو مجوسيًا أو بوذيًا أو غير ذلك.
فكل من لم يشهد لله ﷿ بالوحدانية، ولرسوله محمد ﵌ بالرسالة فهو كافر بلا نزاع.
وقد وقع خلاف بين العلماء في بعض هؤلاء ممن لم تبلغهم دعوة الإسلام، كأهل الفترة، أو الشخص المجنون، أو المعتوه الذي لم يبلغه الإسلام، أو لم يعقله ولم يفهمه؛ لأنه كان مجنونًاَ أو مغلوبًا على عقله، فخلاف العلماء هو فيما يتعلق بأحكامهم في الآخرة، هل يخلدون في النار لكفرهم، أم أنهم يمتحنون في عرصات القيامة لما ثبت في ذلك من الآثار.
وهذا الالتزام المجمل الذي تترجم عنه كلمة التوحيد يصدق عليه أغلب ما أورده الكاتب من هذه الخصائص لما سماه حد الإسلام، ولم نقل: كل الخصائص، وإنما قلنا: أغلبها؛ لأن هناك منازعة للكاتب فيما قرره من أن هذا الحد لا يتفاوت ولا ينقص.
14 / 5