Seerah of the Noble Companion Mus'ab ibn Umair
سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
ناشر
دار الأوراق الثقافية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٥ هـ
ژانرها
المطلب الأول: وفاته ﵁ -:
وما زال مصعب بن عمير ﵁ يقاتل دون رسول الله ﷺ ومعه لواؤه حتى قُتل، فكان الذي أصابه ابن قميئة الليثي، وهو يظن أنه رسول الله ﷺ، فعن محمد بن شرحبيل قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب ﵁، فأقبل ابن قميئة وهو فارس فضرب يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ (١)، وأخذ اللواء بيده اليسرى، وَحَنا عليه فضربها فقطعها، فَحَنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وهو يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب ﵁، وسقط اللواء (٢).
وقد قال ابن سعد، وقال عبد الله بن الفضل: قتل مصعب، وأخذ اللواء مَلَك في صورته فجعل النبي ﷺ يقول له في آخر النهار: تقدم يا مصعب، فالتفت إليه الملك، وقال: لست بمصعب فعرف النبي ﷺ أنه مَلَك أُيِّد به (٣).
فرجع ابن قميئة إلى قريش، فقال: قد قتلت محمدًا، فلما قُتل مصعب ﵁ أعطى رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب ﵁ اللواء (٤)، وقيل أعطاه أبو الروم بن عمير ﵁ (٥).
_________
(١) سورة آل عمران: آية (١٤٤).
(٢) ابن سعد: الطبقات الكبرى، ٣/ ٨٩.
(٣) الواقدي، المغازي، ١/ ٢٣٤.
(٤) ابن اسحاق: سيرة ابن إسحاق، ص ٣٢٩. ... ابن هشام: السيرة النبوية، ٢/ ٧٣.
(٥) انظر ص ٧.
1 / 45