Seerah of the Noble Companion Mus'ab ibn Umair
سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
ناشر
دار الأوراق الثقافية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٥ هـ
ژانرها
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد:
فإن الله ﷾ قد أرسل إلينا خير رسله وخاتمهم، وتكفل لرسوله ﷺ بالنصر والتمكين، والغلبة لهذا الدين، فبعد المحن والعذاب بمكة، هيأ الله جل وعلا لنبيه ﷺ خيرة الخلق بعد الأنبياء والرسل ﵈، وهم صحابته الكرام ﵃، فقد آزروا النبي ﷺ ونصروه، وضحوا بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في سبيل هذا الدين والدفاع عنه، ولذا أثنى الله عليهم في كتابه حيث قال ﷿: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ (١)، وقد قال فيهم النبي ﷺ: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (٢).
ومن بين هؤلاء الصحابة ﵃ مصعب بن عمير ﵁، الذي ضحى بالترف والدلال ورغد العيش، ولاقى من العذاب والتنكيل ما أثّر في جسده، وذلك في سبيل هذا الدين العظيم، وقد أثبتت مواقفه البطولية إخلاصه وصدق إيمانه، وحبه العظيم لله ورسوله ﷺ، وتفانيه في الدعوة إلى الله ﷿ إذ أسلم على يديه خلق كثير من الصحابة ﵃ حين أرسله الرسول ﷺ إلى المدينة؛ لذلك جاء
_________
(١) سورة الفتح: آية (٢٩).
(٢) البخاري: صحيح البخاري، كتاب أصحاب النبي ﷺ، باب قول النبي ﷺ: «لو كنت متخذا خليلا»، ٥/ ٨، رقم (٣٦٧٣).
1 / 5