Secularism: Its Rise and Development
العلمانية - نشأتها وتطورها
ناشر
دار الهجرة
ژانرها
ذلك هو زعم الكنيسة التي تحول إلى واقع تاريخي عاد بأسوأ النتائج على أوروبا والعالم أجمع، ونحن لا نملك حياله إلا موقفًا واحدا صريحًا هو موقف الإنكار القاطع لنسبة هذا القول إلى رسول الله المسيح ﵇.
إن هذا القول يخدش التوحيد الذي دعا إليه الأنبياء كافة، ويمس العقيدة الإيمانية الصحيحة في جوهرها، وهو من نوع دعوى الأناجيل الزاعمة أن المسيح قال: "أنا ابن الله" سواءً بسواء، بل أن إنجيل متى ليصرح بأن المسيح إنما قال ذلك لبطرس مكافأة له على قوله: "أنت المسيح ابن الله الحي" ولقد قال الحق ﵎ «مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» [آل عمران:٧٩/ ٨٠].
فالأنبياء دعاة التوحيد ورسل الحق، لا يتصور أن تصدر عنهم دعوى فيها شائبة من شرك، وحاشا أن يزعم أحد منهم لنفسه شيئًا من خصائص الألوهية فضلًا على أن يهبه لغيره.
والمسيح ﵇ بشر رسول لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، فكيف يجوز أن ينسب إليه أنه يمتلك مفاتيح الملكوت التي لا يملكها إلا الله وحده؟ وإذا كنا ننكر جازمين أن يملكها المسيح فلا معنى للجدال في كونه وهبها لبطرس أو لم يهبها، وكون الكنيسة ورثتها من بطرس أو لم ترثها، فالخطأ هنا أساسي لا يمكن إقراره، كما لا يمكننا أن نقر بأن المسيح إله.
ومع ذلك فليس في استطاعة الكنيسة أن تقنع أي باحث علمي بصحة مزاعمها بطريق الأدلة اليقينية، ولا يستطيع أي إنسان ذي
1 / 83