ظل الطالب واقفا مشدوها على حافة الطوار كما لو أنه لم ير في حياته رجلا في مسوح القسس من قبل. ومع ذلك، لم يكن ثوب القس هو الذي أدهشه، بقدر ما أدهشه ما همس به مساعد القس في أذنه إذ هما يحتضن أحدهما الآخر ببهجة حين التقيا بعد أن أفرج عنهما: «لقد تلقيت أوامر بأن أرتدي هذا الثوب!» وكان سينهي كلامه عن ذاك، ما لم ير في هذه اللحظة صفا من السجناء يمرون وسط صفين من الجنود في وسط الطريق. وتمتم مساعد القس في حين صعد الطالب إلى الطوار: «يا للتعساء المساكين، هذا هو الثمن الذي يجب أن يدفعوه لقاء هدم «رواق الرب»! ثمة أشياء يجب رؤيتها عيانا كيما يصدقها المرء».
وهتف الطالب متعجبا: «إننا نراها، ونلمسها، ثم لا نصدقها! إنني أتحدث عن «البلدية»». - ظننتك تعني ثياب القس التي أرتديها ... - إنهم لم يكتفوا بإرغام الأتراك على دفع نفقة تجديد طلاء الرواق، بل امتد غضبهم من اغتيال «الرجل ذي البغل الصغير» إلى هدم البناء نفسه. - احذر أن يسمعك أحد أيها الثرثار. اصمت بحق الله! هذا ليس مؤكدا ...
وكان لدى مساعد القس المزيد من القول، بيد أن رجلا ضئيل الحجم كان يجري وسط الميدان عاري الرأس، توجه نحوهما وزرع نفسه فيما بينهما وأخذ يغني بأعلى صوته:
أيتها الدمية الصغيرة
أي نحات ماهر صنعك؟
هذا الوجه اللطيف؟
وصاحت امرأة تجري وراءه وهي ترى على وشك الانفجار في البكاء في أية لحظة: «بنيامين»! «بنيامين»!» - إنه ليس «بنيامين» الأراجوز.
لا، ليس هو،
الذي جعل منك شرطيا،
ودمية لطيفة!
صفحه نامشخص