( الأمر والنهي ) وهي قطع كتب على بعضها ( إفعل ) وعلى بعضها الآخر ( لا تفعل ) فيمد أمين القداح يده ويجيل القداح ويخرج واحدا فان طلع الآمر فعل أو الناهي ترك.
وخلاصة القول ، ان الوثنية كانت العقيدة الرائجة في الجزيرة العربية ، وقد تفشت فيهم في مظاهر متنوعة ومتعددة ، وكانت الكعبة المعظمة في الحقيقة محط أصنام العرب الجاهلية وآلهتهم المنحوتة ، فقد كان لكل قبيلة في هذا البيت صنم ، وبلغ عدد الاصنام الموضوعة في ذلك المكان المقدس (360) صنما في مختلف الاشكال والهيئات والصور ، بل كان النصارى أيضا قد نقشوا على جدران البيت وأعمدته صورا لمريم والمسيح والملائكة ، وقصة ابراهيم.
وكان من جملة تلك الأصنام : « اللات » و « العزى » و « مناة » التي كانت تعتبرها قريش بنات الله ويختص عبادتها بقريش.
وكانت « اللات » تعتبر ام الالهة ، وكان موضعها بالقرب من « الطائف » وكانت من الحجر الابيض ، واما « مناة » فكانت في عقيدتهم إلاهة المصير وربة الموت والاجل وكان موضعها بين « مكة » و « المدينة ».
ولقد اصطحب « ابوسفيان » معه يوم « احد » : « اللات » و « العزى ».
ويروى انه مرض ذات يوم « أبو أحيحة » وهو رجل من بني امية ، مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه ابولهب يعوده ، فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك يا با احيحة؟ أمن الموت تبكي ولابد منه؟ قال : لا ولكني اخاف ان لا تعبد العزى بعدي! قال ابولهب : والله ما عبدت حياتك ( اي لا جلك ) ولا تترك عبادتها بعدك لموتك!! فقال أبو احيحة : الآن علمت ان لي خليفة (1).
ولم تكن هذه هي كل الأصنام التي كانت تعظمها وتعبدها العرب بل كانت لقريش اصنام في جوف الكعبة وحولها وكان اعظمها « هبل » ، كما انه لم يكن لكل قبيلة صنم خاص فحسب بل كانت كل عائلة تعبد صنما خاصا بها
صفحه ۵۴