* بسم الله الرحمن الرحيم
لم تزل السيرة المحمدية العطرة في جميع أبعادها موضع اهتمام الامة الاسلامية من لدن بزوغ فجر الإسلام العظيم ، ومنذ الأيام الاولى من البعثة النبوية الشريفة.
ولا غرو فقد كان الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم يجسد بسيرته المثلى قيم الدين ويمثل بأخلاقه السامية أخلاق القرآن ، ويعكس بمواقفه الرشيدة وبإدارته الحكيمة لشؤون الامة طريقة الإسلام في إدارة دفة الحياة.
هذا مضافا إلى أنه كان القدوة التي أمر الله تعالى المسلمين بالاقتداء بها ، واقتفاء أثرها ، كما أنه كان الظاهرة الفريدة الباهرة في الأدب الرفيع والإنسانية الشفافة والعاطفة الصادقة والرحمة واللطف ، وغيرها مما كانت تفتقر بيئة ظهور الإسلام الاولى إليه وتتعطش إلى مثله.
من هنا أخذ المسلمون يهتمون بكل حركات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسكناته ، ويتأملون في جميع أعماله وتصرفاته فاذا رأوا منه خلقا بادروا إلى تكراره في سلوكهم ، وإذا شاهدوا منه عملا أسرعوا إلى فعله في حياتهم ، وعمدوا في المآل إلى تسجيل كل صغيرة وكبيرة في هذا المجال ، وضبط كل دقيقة وجليلة في هذا الصعيد.
وفعلا كانت هذه السيرة الطيبة العطرة المقدسة هي المنهج العملي للمسلمين ، وهي سر تقدمهم ، وهي رمز عظمتهم وسموهم ، وعلو شأنهم وشأوهم.
صفحه ۳