والقول بأن الله لا بد له من مكان وعلو ، ولا بد له من استواء على العرش استواء حقيقيا يبطل كونه تعالى غنيا لأن الغني لا يحتاج وأنتم جعلتم الله في مكان وجهة وأنه مستو على العرش استواء حقيقيا يليق بجلاله، وجعلتم من المحال أن لا يكون في مكان وجهه وأن يكون غير متصف بالعلو الحقيقي المكاني.
وقولهم : إنه ينزل بذاته . يصادم ما قالوه من أنه في جهة العلو إذ يلزم منه أن تنتفي عنه هذه الصفة حين ينزل ، ويلزم منه أيضا أنه - تعالى عما يقولون - يصغر حجمه ، ويلزمهم على قولهم - تعالى الله عما يصفون - أنه يصعد بذاته أنه يكبر عند الصعود ، فيكون متغيرا من حال إلى حال ، وهذه الإلزامات لازمة عليهم لأنهم يقولون ينزل بذاته ويصعد بذاته نزولا وصعودا يليق بجلاله ، وعدم اعترافهم بهذه الإلزامات لا يضر لأنها لازمة لقولهم ، وهي لوازم قطعية عقلية ، وعدم اعترافهم بهذه الإلزامات كعدم اعتراف النصارى بإلزامات المسلمين لهم في قولهم بأن عيسى البشري إله .
صفحه ۱۴