صيد الخاطر
صيد الخاطر
ناشر
دار القلم
شماره نسخه
الأولى
محل انتشار
دمشق
دليل الجبل، سبحان من شغل أكثر الخلق بما هم فيه عَمَّا خلقوا له! سبحانه!
١٠٣- فصل: الواجب الصبر وإن كان الدعاء مشروعًا
٤٩٧- للبلاء نهايات معلومة الوقت عند الله ﷿، فلا بد للمبتلى من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء، فإن تقلقل١ قبل الوقت، لم ينفع التقلقل، كما أن المادة إذا انحدرت إلى عضو، فإنها لن ترجع، فلا بد من الصبر إلى حين البطالة.
فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع؛ فالواجب الصبر، وإن كان الدعاء مشروعًا، ولا ينفع إلا به.
٤٩٨- إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل، بل يتعبد بالصبر والدعاء، والتسليم إلى الحكيم، ويقطع المواد التي كانت سببًا للبلاء، فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة. فأما المستعجل، فمزاحم للمدبر، وليس هذا مقام العبودية؛ وإنما المقام الأعلى هو الرضا، والصبر هو اللازم، والتلاجي٢ بكثرة الدعاء نعم المعتمدة، والاعتراض حرام، والاستعجال مزاحمة للتدبير، فافهم هذه الأشياء، فإنها تهون البلاء.
١ ضعف ولم يصبر.
٢ التلاجي: الالتجاء.
زاد الصبر
...
١٠٤- فصل: زاد الصابر
٤٩٩- ليس في الوجود شيء أصعب من الصبر: إما عن المحبوب، أو على المكروهات، وخصوصًا إذا امتد الزمان، أو توقع اليأس من الفرج، وتلك المدة تحتاج إلى زاد يقطع به سفرها.
٥٠٠- والزاد يتنوع من أجناس: فمنه: تلمح مقدار البلاء، وقد يمكن أن يكون أكثر، ومنه: أنه في حال فوقها أعظم منه، مثل أن يبتلى بفقد ولد، وعنده. أعز منه، ومن ذلك: رجاء العوض في الدنيا، ومنه: تلمح الأجر في الآخرة، ومنه: التلذذ بتصوير المدح والثناء من الخلق فيما يمدحون عليه، والأجر من الحق ﷿.
1 / 170