عدت إلى غرفتي وأنا غاضب وحانق عليها. كانت تلك ليلة الأحد، أي في صباح الأحد ستغادر ولن أراها للأسبوع المقبل، وذلك أفضل!
مضت أيام ذلك الأسبوع بثقل، كنت وبلا شعور أنتظر عودة يوم الجمعة. لم أعر ذلك الشعور اهتماما. لكن حين أتى يوم الجمعة، أتت الدكتورة ساي في ذلك اليوم إلى الاجتماع الدوري حيث كان علينا أن نجلس معا في مهام بعد الاجتماع. كانت الدكتورة ساي على غير طبيعتها، فقد بدت هادئة جدا، تبتسم بين الحين والآخر بينما في حالتها الطبيعية تملأ المكان بالضحك. ابتسامتها كانت مصطنعة وجافة. هل ذلك بسبب ما حصل الأسبوع الماضي؟ سألت نفسي، لكن هذا أفضل، عليها أن تلتزم الهدوء أكثر وتحترم المكان. مضى ذلك اليوم وحين حل الليل، ذهبت إلى المكتبة، لم تكن الدكتورة ساي قد أتت بعد. وضعت كتبي، وبدأت بالقراءة، لم أكن أستطيع التركيز مطلقا فقد كنت أنظر إلى الساعة والباب طيلة الوقت، أين هي؟ لقد انتصف الليل ولم تأت بعد!
بقيت بعدها أكثر من ساعتين في المكتبة لكنني لم أقرأ شيئا. هل حقا كنت أنتظر تلك المزعجة؟ هل اعتدت على التركيز بوجود ضجيجها اللامتناهي؟ أم أني قلق عليها؟
هيروكي
أرسل في كل عام دعوة لحفل نقيمه في المركز في آخر الصيف في التوقيت نفسه الذي يقام فيه المهرجان في البلدة، فيتسنى لنا أن نرى الألعاب النارية من شرفات المركز معا، فبعض الموظفين ليس لديهم عائلات أو شركاء، وبالعادة نتشارك تلك اللحظات أفضل من أن يقضيها كل واحد منا وحيدا. أرسل تلك الدعوات عبر البريد الإلكتروني فيقوم الجميع إما بقبول الدعوة أو رفضها إن لم يكونوا يستطيعون حضورها. لا أذكر أني راجعت أسماء من قبلوا الدعوة في يوم من أيام حياتي، لكن هذه المرة هي الوحيدة التي كنت أنتظر ردا من أحدهم. مضى أسبوع على إرسالي الدعوات، وقد رد معظم الموظفين في المركز ما عدا البعض منهم ومن بينهم تلك التي أنتظر ردها. أفتح يوميا صندوق البريد الوارد، وأبحث عن رسالة تخبرني هل ستأتي أم لا! وفي آخر المطاف أرسلت الرد، بأنها لن تأتي! أغلقت غطاء جهاز الحاسوب بغضب ثم مضيت إلى أحد المخابر، لا أريد أن أرى هذه الرسالة مجددا!
عزيزي البروفيسور هيروكي
أشكرك على الدعوة، لكني لن أستطيع القدوم.
تحياتي
ساي
منذ متى والدكتورة ساي ترد بطريقة مهنية؟ توقعت أنها ستشرح سبب عدم مجيئها، فهي دائما تشرح وتسترسل، ألم تدرك معنى المهنية إلا الآن!
صفحه نامشخص