ألم يكن يتخيل بينهما قصة؟
مدام شيفاليه (قاسية) :
إذن يخطئ. (يدعها مظهرا الضجر ثم يظهر العزم ويدنو منها.)
لمبير :
إني لأسائل: أيجب أن أجثو بين يديك لتفهمي شيئا؟
مدام شيفاليه :
لا تفعل! فقد فهمت فيم تفكر إذن، أنا متزوجة، متزوجة منذ ست سنين، ولم يحتج أحد أن ألفته إلى ذلك. أنت تطمع في امرأة رجل غيرك، وتريد أن تفسد الأمر على أم. أنا مخطئة فقد كان من الحق أن أقدر هذا كله. كان يجب علي ألا أستقبلك إلا متحفظة، وكان يجب علي أن أفهم زيارتك وألا أخطئ في فهم ثنائك الذي كنت أراه أثرا من آثار الغرور والفتنة. إلى هنا تنتهي الصلة بيننا. فأنا حريصة على أن أعيش مع الناس جميعا عيشة براءة وطهر، وأريد ألا يكون في سيرتهم ولا في سيرتي شيء يدعو إلى الظن أو التردد. (لمبير مضطربا لا يدري كيف يقول يدنو منها فتشير إليه أن ينصرف.) (لمبير ذاهبا نحو المنضدة التي وضع عليها قلنسوته.) (وهنا تدخل الخادم، فتعلن قدوم فتاة زائرة هي «جنفياف». نفهم نحن أن أمها صديقة لصاحبة البيت، فلا تكاد تدخل هذه الفتاة حتى تقدم كتابا من أمها إلى مدام شيفاليه فتقرؤه، فإذا صديقتها تطلب إليها أن تضيف الفتاة أياما، وتظهر الرغبة في أن تجد لها خطيبا. ولم تكد تفرغ من قراءة الكتاب حتى يخطر لها خاطر هو أن تسعى في الزواج بين هذه الفتاة وهذا الفتى، وإذا هي تنزع قلنسوة الفتاة وتصلح من شعرها، والفتاة تسألها همسا: من هذا الرجل؟ فتجيبها: إنه أحد الجيران. وتسألها عن رأيها فيه، فتسأل الفتاة : أمتزوج هو؟ فتجيبها: نعم، فتقول: هو عادي. فإذا علمت أنه لم يتزوج بعد قالت: لا بأس به. وقد تركتها صاحبة البيت حينا وانصرفت لتهيئ لها غرفتها، فمرت في طريقها بلمبير فتأمره مبتسمة أن يبقى، ويظن هو أنها قد جنحت إلى السلم وأنها قد تسمح له. ويخلو الفتيان فيتحدثان حديثا قصيرا عن صاحبة البيت، ثم عن أهوائهما وأذواقهما وآرائهما في الحياة الزوجية، فإذا هما متقاربان. ثم تعود مدام شيفاليه فتصرف الفتاة إلى غرفتها، وتأمرها أن تهيئ نفسها وأن تأتي بعد حين مع الطفلين للنزهة.)
المنظر الخامس (لمبير ومدام شيفاليه)
مدام شيفاليه :
لقد كنت حمقاء آنفا، غضبت في غير موضع للغضب ... فليس ما يدعو إلى السخط حين تشعر المرأة بأنها أعجبت شابا خفيف الروح خليقا بالإكبار.
صفحه نامشخص