صدای اعماق: خوانشها و مطالعات در فلسفه و روان
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرها
الهلاوس السمعية: كانت هناك «أصوات» تدعو جان دارك لتحرير فرنسا.
الإحساسات الخارقة: كانت واحدة من المتصوفة العظام مثل القديسة تريزا تتحدث عن خبرة شبيهة بذلك.
البناءات الخيالية للعالم: لعل البناءات العلمية الحديثة تفوق في غرابتها أي بناءات فصامية. ولسنا هنا بصدد اللعب على وتر «العبقرية والجنون»، بل نود أن نبين أن الفيصل بين الصحة والمرض العقليين ليس في المعايير المنفردة، بل في التكامل والتساوق.
ومن الممكن أن نقدم تعريفا دقيقا للاضطرابات النفسية بلغة وظائف الأنظمة، فحين ننظر إلى «المعرفة»
cognition
نجد أن العوالم التي يعيش فيها الذهانيون، كما وصفها الفينومينولوجيون والوجوديون بإجادة، هي عوالم من نسج دماغهم. غير أن العوالم السوية التي نعيش فيها هي أيضا عوالم تشكلها عوامل انفعالية ودافعية واجتماعية وثقافية ولغوية مندمجة مع الإدراك الخالص في سبيكة واحدة. ولا يكاد يخلو عالم الإنسان السوي من هلاوس وضلالات وخداع حسي، على الأقل في أحلام نومه، بل إن آليات الخداع الحسي تلعب دورا هاما في ظاهرة ثبات الإدراك واتصاله، وبدونها يستحيل الحصول على صورة متسقة للعالم. الفرق إذن بين السواء والفصام لا يكمن في أن الإدراك السوي هو مرآة مستوية للواقع «كما هو»، بل في أن هناك عناصر ذاتية تعتلج في عقل الفصامي وتتصف بالإفراط والشطط والتناثر.
وتسري القاعدة نفسها على المستوى الرمزي. انظر مثلا إلى تصورات العلم عن الأرض التي تسبح بسرعة مذهلة في الفضاء، وعن الجسم الصلب الذي يتكون في حقيقة الأمر من فضاء خال موشى ببقع دقيقة من الطاقة على مسافات كوكبية. إنها تصورات تناقض كل الخبرات اليومية وتناقض الحس المشترك، وهي أغرب من عوالم الفصاميين، إلا أن هذه الأفكار العلمية قد اتفق لها أن تكون «حقا»؛ أي أنها تنسجم في مخطط متكامل متماسك.
وفي مجال «الدافعية»
motivation
نجد الأمر نفسه ، ونجد الفيصل هو مفهوم التلقائية. تشتمل الدافعية السوية على النشاط المستقل وعلى تكامل السلوك والمرونة التكيفية بإزاء المواقف المتغيرة، والاستخدام الحر للاستباق الرمزي واتخاذ القرار، مما يؤكد تراتب الوظائف وعلو المستوى الرمزي وهيمنته على بقية المستويات العضوية. ومن ثم فإلى جانب المبدأ العضوي «للنشاط التلقائي» فإن المبدأ الإنساني «للوظائف الرمزية» يجب أن يكون هو حجر الزاوية في كل فكر يصطبغ بنظرية الأنظمة.
صفحه نامشخص