صدای اعماق: خوانشها و مطالعات در فلسفه و روان
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرها
linguistic behaviorism : كانت آراء كواين في مسألة الترجمة نتاجا محتوما للسلوكية اللغوية التي تتبطن جميع الحجج التي نسجها بإتقان منطقي شديد. والسلوكية اللغوية لا تعدو أن تكون تطبيقا للسلوكية السيكولوجية في مجال اللغة، فقولنا إن شخصا ما يفهم الجملة س (أو يعرف ما تعنيه س) لا بد أن يترجم إلى سلسلة من العبارات حول سلوك ظاهر وقابل للملاحظة العامة يقوم به الشخص المعني. تقوم السلوكية اللغوية، شأنها شأن السلوكية السيكولوجية، على ارتباطات بين «المثير» (المنبه)
stimulus
و«الاستجابة»
response ، فليس هناك كيانات ذهنية تبرر عملية المعنى، وإنما علينا أن نتعامل مع مجرد ميول للاستجابة اللفظية تجاه مثيرات خارجية، فهذا هو السبيل الوحيد الذي يكفل دراسة موضوعية للمعنى اللغوي.
ويمتد تأثير أطروحات كواين ليشمل عملية المقارنة بين النظريات، ويمثل عقبة أمام دراسة الثقافات المختلفة والمقارنة بينها، وأمام مقارنة النظريات العلمية المتضاربة، وأمام العلوم الاجتماعية كالأنثروبولوجيا. فإذا لم يكن هناك سبب موضوعي يبرر اتفاق أو انفصال اللغات والثقافات وشتى ضروب الخطاب، فليس ثمة جدوى للحديث عما كان العالم السابق يريد أن يقوله، وكل ما بحوزتنا هو مجرد طرائق مختلفة، صائبة بنفس الدرجة، لتأويل أقواله.
تفضي دعوى «عدم التحديد في الترجمة» عند كواين إلى دعوى «غموض الإشارة». ويفيد «غموض الإشارة» أنه قد تكون لدينا كثرة من التأويلات البديلة المتساوية الصواب حول الإشارة الخاصة بمصطلحات النظرية العلمية، وليس لدينا ما يحسم أيها هو الصحيح، فإذا كانت الإشارة بطبيعتها مستغلقة فلا سبيل لدينا إلى اكتشاف ما كان يشير إليه الآخرون أو يتحدثون عنه. ولكي يتسنى لنا أن نقارن بين النظريات تلزمنا ترجمة وتحديد للإشارة، ولكن إذا صحت دعاوى كواين ولم تكن هناك ترجمة فريدة، فلن يعرف أحد ما إذا كانت نظريته أكثر أو أقل صدقا من نظرية الآخر.
كانت دعوى «عدم التحديد في الترجمة» هي تفسير كواين لمشكلة «اللامقايسة»، غير أنه كان يرفض أن يتهم بالنسبية، مؤكدا التزامه بالواقعية. لقد كانت الفيزياء عنده هي المحك النهائي لكل حديث عن الواقع، وكان يتخذ موقفا واقعيا تجاه الفيزياء.
الموقف القصدي
intentional stance : لقيت أطروحات كواين مناوأة شديدة من قبل أوساط عديدة على الرغم من ترابطها واتساقها المنطقي. وكان ذلك أمرا طبيعيا؛ فقد كانت متضمناتها عنيفة سواء فيما يتعلق بعلم اللغة أو بالمعرفة الأنثروبولوجية. ولعل أهم نقد موجه إليها هو أنها تنطوي على مقدمات تفتقر إلى الدقة فيما يتصل بفهم السلوك الإنساني ذي المعنى وكيفية عمله؛ ذلك أن السلوكية اللغوية التي تبناها كواين قد حملته على قبول آراء موغلة في الراديكالية ولا تتفق مع الاتجاه المسلم به على نطاق عريض عن الصبغة «القصدية»
intentionalist
صفحه نامشخص