============================================================
صوم القلب التفكر". إذ كسبه من التفكر. فرة(1) ساعة يساوي الدنيا والآخرة. وهو تفكر الاستغراق في تعداد الأنعم الظاهرة والباطنة. وهو سر قوله، عليه السلام: "تفكر ساعة، (222) خير من عبادة سنة"، وسر قوله تعالى: { ومن يتوكل 3 على الله فهو حسبة (القرآن الكريم 3/25)(2)، كفاه العبادة شغلا. صام عن الدنيا فلم يتوله في حظوظها. . (3) الحقوق من الدنيا اغناه وكفاه.
فهمته وبهتته في الطاعة. (4)، وبقرة عينه فيها عاجلا، كما قال 6 رسول الله، "وقرة عيني في الصلاة"(5)، وآجلا، كما قال عز وجل: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أغين جزاء بما كانوا يغملون} (القرآن الكريم 17/32).
فمن صام عن قرة عين الدنيا، صار قرة عين الآخرة جزاؤه، كما قال تعالى: ومن أراد الآخرة وسعى لها سغيها} (القرآن الكريم 19/17)، الاية. ومن كانت العبادة مطيته، صام عن الآخرة، لأن الصلاة صلة القلب 12 ووصله واتصال ده. فحظه من السجود: شهود، ومن الركوع: خضوع وخشوع. وكذلك الصوم، تأثيره في القلب: نسيان وهيمان وغيبة، هي بصفة هيبة. والعبارة عنه في الحقيقة، أخذا بزمام القلب إلى مقام العندية 15 والمعية. فأعطي المحبة، وسقي في مقام القرب حقيقة ثمرة الصوم، ومن قوله تعالى ) : "الصوم لي". وما كان له، كان طريقا إليه (2).
صفحه ۵۵