============================================================
صوم القلب فطور القرب. لأن الأنس(1) من أوصاف المحبة، كما أن القرب من أوصاف العندية.
فصل - 13: في صوم الحقيقة، وتفاوت القلوب ر3 قالصوم الواجب عبارة عن منع النفس عن (12 ب) وطرها وعادتها، حلالها وحرامها، إلى وقت معين من آخر النهار وأول الليل. فهناك يحل عليه المباشرة إلى قضاء وطرها وتناول عادتها بسبب يحل ويخمد. لأن 6 المحرم شرعا يفسد الصوم ويذهب فضله، ويحكم عليه بالكفارة والقضاء.
علماء الحقيقة يؤسسون صوم الحقيقة ح: ومن هذا الباب دخل علماء الحقيقة إلى مقعد صدق التحقق. فأسسوا صوم الحقيقة، وصوم الحواس آجمع، عن المباحات، فضلا عن المكروهات والمحرمات، في صوم الجوارح، وزعموا أن كل شيء فيه للنفس حظ وشهوة فهو مبطل لفضل الصوم، ومغدم لتأثير فائدة القلب من الصوم، وإن كان ذلك مباحا في الشرع. إذ وإن كان مباحا، فيه حظ النفس، فهو نوع من المعصية. لأن ذلك عندهم من جملة المحرمات التي يجب عليهم تركها (2). وقد قال الله تعالى: وذروا ظاهر الإثم وباطنة) (القرآن 15 الكريم 120/6). قال بعض الصحابة: "كنا نضع سبعين ضعفا من الحلال مخافة أن [لا] نقع في الحرام" . لأن الحلال عندهم ما ليس للنفس فيه حظ، وللقلب فيه فائدة وزيادة. وهو ما كان معاونا على البر والتقوى، ومرضيا 18 عند الله: وذلك ما يقبله القلب وينشرح به. وأما ما كان للنفس فيه تقوية، فذلك عندهم ممقوت متروك. لأن ذلك عند الله مبغوض مكروه. فكان حكم
صفحه ۳۱