============================================================
عمار البدليسي وأصل الاستقامة: العدل، فمتى كان الإيمان في حد الاستقامة، ظهر العدل بين الطبع والشرع والجهل والعلم. وإذا ظهر البعاد بين الأضداد في 3 العبد فذلك من علامة استقامة الإيمان.
الومن أوصاف استقامة الإيمان استواء السر والعلانية، كما ورد في الخبر: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون قلبه ولسانه شيئا واحدا (1)، وحتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(2). وليس المراد به نفي الإيمان بالكلية، وإنما أراد به كمال الإيمان وحقيقة الإيمان (3). فكما بالطاعة والمحامد يزداد(4) لك، بالمعصية والمذام ينقص.
وأما النوع الذي هو بموجب الأحوال، فهو الإيمان في رتبة المعاينة والعرفان والإيقان. فإذا استقامت(5) رتبته في الأعمال، نقل إلى الأحوال.
كما ورد: "لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه "(6)، الحديث.
12 والمحبة من الأحوال. والطريق إلى الأحوال هو الأعمال. فما كان في مقام العمل عاملا له، موقنا به، ففي مقام الحال يكون مشاهدا له، ناظرا إليه.
يذل عليه قول حارثة(2): أصبحت مؤمنا حقا(4). قيل له: وما حقيقة
صفحه ۲۶