ذكروا في بعض مواضع من كلامهم أن هذا لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما يأتي في كلامهم إن شاء الله مفصلا ولكن المطلوب منكم هو الرجوع إلى كلام أهل العلم والوقوف عند الحدود التي حدوا فإن أهل العلم ذكروا في كل مذهب من مذاهب الأقوال والأفعال التي يكون بها المسلم مرتدا ولم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد ولم يقولوا من طلب من غير الله فهو مرتد ولم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد ولم يقولوا من تمسح بالقبور وأخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم أنتم فإن كان عندكم شئ فبينوه فإنه لا يجوز كتم العلم ولكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم وفارقتم الإجماع وكفرتم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم حيث قلتم من فعل هذه الأفاعيل فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر ومعلوم عند الخاص والعام أن هذه الأمور ملأت بلاد المسلمين وعند أهل العلم منهم أنها ملأت بلاد المسلمين من أكثر من سبعمائة عام وأن من لم يفعل هذه الأفاعيل من أهل العلم لم يكفروا أهل هذه الأفاعيل ولم يجروا عليهم أحكام المرتدين بل أجروا عليهم أحكام المسلمين بخلاف قولكم حيث أجريتم الكفر والردة على أمصار المسلمين وغيرها من بلاد المسلمين وجعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمين الشريفين اللذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة الصريحة أنهما لا يزالا بلاد إسلام وأنهما لا تعبد فيهما الأصنام وحتى أن الدجال في آخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين كما تقف على ذلك إن شاء الله في هذه الرسالة فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب كفار أهلها لأنهم عبدوا الأصنام على قولكم وكلهم عندكم مشركون شركا مخرجا عن الملة فإنا لله وإنا إليه راجعون فوالله إن هذا عين المحادة لله ولرسوله ولعلماء المسلمين قاطبة فأعظم من رأينا مشددا في هذه الأمور التي تكفرون بها الأمة النذور وما معها ابن تيمية وابن القيم وهما رحمهما الله قد صرحا في كلامهما تصريحا واضحا إن هذا ليس من الشرك الذي ينقل عن الملة بل قد صرحوا في كلامهم أن من الشرك ما هو أكبر من هذا بكثير كثير وأن من هذه الأمة من فعله وعاند فيه ومع هذا لم يكفروه كما يأتي كلامهم في ذلك إن شاء الله تعالى (فأما النذر) فنذكر كلام الشيخ تقي الدين فيه وابن القيم وهما من أعظم من شدد فيه وسماه شركا فنقول قال الشيخ تقي الدين النذر للقبور ولأهل القبور كالنذر لإبراهيم الخليل عليه السلام أو الشيخ فلان
صفحه ۷