بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله الحديث وهو في الصحيحين وغير ذلك من الأحاديث وصف الإسلام بالشهادتين وما معهما من الأركان وهذا إجماع من الأمة بل أجمعوا أن من نطق بالشهادتين أجريت عليه أحكام الإسلام لحديث أمرت أن أقاتل الناس ولحديث الجارية أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة وكل ذلك في الصحيحين ولحديث كفوا عن أهل لا إله إلا الله وغير ذلك قال ابن القيم أجمع المسلمون على أن الكافر إذا قال لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقد دخل في الإسلام انتهى وكذلك أجمع المسلمون أن المرتد إذا كانت ردته بالشرك فإن توبته بالشهادتين وأما القتال إن كان ثم إمام قاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وكل هذا مسطور مبين في كتب أهل العلم من طلبه وجده فالحمد لله على تمام الإسلام (فصل) إذا فهمتم ما تقدم فإنكم الآن تكفرون من شهد أن لا إله إلا الله وحده وأن محمدا عبده ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت مؤمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله ملتزما لجميع شعائر الإسلام وتجعلونهم كفارا وبلادهم بلاد حرب فنحن نسألكم من إمامكم في ذلك وممن أخذتم هذا المذهب عنه فإن قلتم كفرناهم لأنهم مشركون بالله والذي منهم ما أشرك بالله لم يكفر من أشرك بالله لأن سبحانه قال إن الله لا يغفر أن يشرك به (الآية) وما في معناها من الآيات وأن أهل العلم قد عدوا في المكفرات من أشرك بالله (قلنا) حق الآيات حق وكلام أهل العلم حق ولكن أهل العلم قالوا في تفسير أشرك بالله أي ادعى أن لله شريكا كقول المشركين هؤلاء شركاؤنا وقوله تعالى وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء وإذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون اجعلوا الآلهة إلها واحدا إلى غير ذلك مما ذكره الله في كتابه ورسوله وأهل العلم ولكن هذه التفاصيل التي تفصلون من عندكم أن من فعل كذا فهو مشرك وتخرجونه من الإسلام من أين لكم هذا التفصيل استنبطتم ذلك بمفاهيمكم فقد تقدم لكم من إجماع الأمة أنه لا يجوز لمثلكم الاستنباط الكم في ذلك قدوة من إجماع أو تقليد من يجوز تقليده مع أنه لا يجوز للمقلد أن يكفر إن لم تجمع الأمة على قول متبوعه فبينوا لنا من أين أخذتم مذهبكم هذا ولكم علينا عهد الله وميثاقه إن بينتم لنا حقا يجب المصير إليه لنتبع الحق إن شاء الله فإن كان المراد مفاهيمكم
صفحه ۵