ولا عباراتهم وإنما عمدتكم مفهومكم واستنباطكم الذي تزعمون أنه الحق من أنكره أنكر الضروريات وأما استدلالاتكم بمشتبه العبارات فتلبيس ولكن المقصود إنما نطلب منكم أن تبينوا لنا وللناس كلام أئمة أهل العلم بموافقة مذهبكم هذا وتنقلون كلامهم إزاحة للشبهة وإن لم يكن عندكم إلا القذف والشتم والرمي بالعزية والكفر فالله المستعان لآخر هذه الأمة أسوة بأولها الذين أنزل الله عليهم لم يسلموا من ذلك (فصل) ومما يدل على عدم صوابكم في تكفير من كفرتموه وأن الدعاء والنذر ليسا بكفر ينقل عن الملة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في الحديث الصحيح أن تدرأ الحدود بالشبهات وقد روى الحاكم في صحيحه وأبو عوانة والبزار بسند صحيح وابن السني عن بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا ثلاثا فإن لله حاضرا سيحبسه وقد روى الطبراني إن أراد عونا فليقل يا عباد الله أعينوني ذكر هذا الحديث الأئمة في كتبهم ونقلوه إشاعة وحفظا للأمة ولم ينكروه منهم النووي في الأذكار وبن القيم في كتابه الكلم الطيب وابن مفلح في الآداب قال في الآداب بعد أن ذكر هذا الأثر قال عبد الله بن الإمام أحمد سمعت أبي يقول حججت خمس حجج فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا فجعلت أقول يا عباد الله دلونا على الطريق فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق (انتهى) أقول حيث كفرتم من سأل غايبا أو ميتا بل زعمتم أن المشركين الكفار الذين كذبوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أخف شركا ممن سأل غير الله في بر أو بحر واستدللتم على ذلك بمفهومكم الذي لا يجوز لكم ولا لغيركم الاعتماد عليه هل جعلتم هذا الحديث وعمل العلماء بمضمونه شبهة لمن فعل شيئا مما تزعمون أنه شرك أكبر فإنا لله وإنا إليه راجعون قال في مختصر الروضة الصحيح إن من كان من أهل الشهادتين فإنه لا يكفر ببدعة على الإطلاق ما استند فيها إلى تأويل يلتبس به الأمر على مثله وهو الذي رجحه شيخنا أبو العباس ابن تيمية (انتهى) أتظن دعاء الغايب كفرا بالضرورة ولم يعرفه أئمة الإسلام أتظن أن على تقدير أن قولكم صواب تقوم الحجة على الناس بكلامكم ونحن نذكر كلام الشيخ تقي الدين الذي استدللتم بعبارته على تكفير المسلمين بالدعاء والنذر وإلا ففي ما تقدم كفاية ولكن
صفحه ۳۵