صرخة الطفل: قصة تمثيلية عصرية في فصلين
صرخة الطفل: قصة تمثيلية عصرية في فصلين
ژانرها
عذراء في العشرين من عمرها، تبنتها امرأة الباشا أيضا، وتعرف باسم أخت زهيرة هانم، «ومثلتها الآنسة روحية خالد».
الفصل الأول
المنظر «بهو فيلا بمصر الجديدة لعلي بك له باب عريض (1) إلى يمين المتفرج، هو باب الدخول لأهل المنزل، إذا فتح ظهرت منه شرفة كبيرة، وهو ذو مصراعين من الخشب الملبس بألواح الزجاج، ويغطيه ستار مطوي على الجانبين من الحرير الشفاف المزين بالنقوش، وبعد الباب مسافة من الحائط، قد وضع فيها مناط للعصي وغيرها - شماعة - ثم صورة معلقة ، هي صورة علي بك المحامي صاحب البيت، وفي الواجهة بابان؛ أحدهما باب المكتبة (2) ذو مصراعين من الخشب دون سواه عال علو سابقه، وبعده مسافة بها صورة معلقة على جدارها، هي صورة الدكتور خليل ابن عمه، وثانيهما باب طرقة الغرف الثانوية (3) ويؤدي إلى السرب - البدروم - وهذا الباب قصير ذو مصراع واحد، ويرى بعد هذا الباب مبتدأ سلم صاعدة ثم منعطفة في صعودها على الجانب الأيسر بالنسبة للمتفرج، ثم تغيب عن المنظر؛ إذ تنتهي عند شرفة داخلية في الدور الثاني من هذه الفيلا الجميلة.
ويرى تحت السلم مقعد صغير لاثنين، أمامه صينية من الصفر على حامل قصير، عليها منفضة وصندوق للسجائر وغير ذلك، وإلى اليسار تحت السلم أيضا كرسي تعلوه صورة، وبعده منضد غير عريض تعلوه مرآة على جانبها ذراعا كهرباء في كل منهما كم من البلور الثمين فيه زجاجة المصباح. وبعد المرآة باب (4) هو باب غرفة الغسيل والتزين. والمكان تزينه في سقفه دوال من الكهرباء، وفي وسطه تقريبا مائدة ثمينة تعلوها ثريا عظيمة متعددة الدوالي يتدلى منها زر جرس كهربائي، وحولها ثلاثة كراسي؛ الأول على الجانب الأيمن أمام باب الدخول، والثاني أمام الباب الثالث، والثالث بعده على الجانب الأيسر، وأرض السلم والغرفة مفروشة بالبسط الفاخرة.»
التمثيل (إذا أزيح الستار رؤيت عطية هانم في شرفة المنزل متجهة إلى باب الدخول (1)، ثم تقبض على أكرة الباب وتفتحه وتدخل، ثم تقفل الباب وراءها.) (هي فتاة في العشرين من عمرها، بيضاء الوجه، صفراء الشعر نوعا ما، عسلية العينين، أسيلة الخد، صغيرة الجسم. إذا أنعمت النظر في وجهها تبينت فتاة طيبة القلب مخلصة في قولها وفعلها، وقورا كريمة النفس، ملابسها غالية القيمة على بساطة في قطعها وبعد عن التأنق، ترتدي معطفا من الحرير الأسود، وقبعة فوقها نقاب أسود شعشاع (بيشة)، ولكنها تكون قد أسقطته عن وجهها ساعة الدخول، ويبقى المعطف مزررا طول الفصل الأول لا يبدو من تحته شيء، اللهم إلا ما يبدو من القبة، وهو صدر فستان أحمر. يشعر الناظر من رؤيتها ماشية ساعة الدخول ومن حياة في نغمة صوتها وهي تتكلم بعد ذلك أن في فؤادها عاطفة فرح ينعش جميع حواسها وجوارحها، أما فيما عدا ذلك فإنها في أكثر وجوه الرواية بادية الهدوء.)
عطية (تقف بعد الباب الذي دخلت منه بخطوة أو اثنتين وتتلفت في المكان) :
ليس هنا أحد. (تصفق)
يا أهل البيت! يا أهل الله! (تتقدم قليلا نحو المائدة)
زهيرة هانم! زهيرة! أختي! أتكون قد ذهبت إلي في مصر! هذا عيب مصر الجديدة (تتمشى نحو الباب الثالث وهي تتكلم)
يسافر إليها الإنسان من مصر القديمة، فإذا لم يجد من يقصده اضطر أن يسافر كل هذه المسافة عائدا (تنادي)
صفحه نامشخص