صرخة الطفل: قصة تمثيلية عصرية في فصلين
صرخة الطفل: قصة تمثيلية عصرية في فصلين
ژانرها
خليل :
شكرا لك يا عم بشير، ما أكثر فضلك علي.
بشير :
أجل وربي استرضيتها واستغفرتها، لقد أصبحت على يقين أن أختها تفتري عليك وأنك مظلوم مثلها، وأن من حفاظ العهد والمروءة ألا تتركك وتمضي إلى القاهرة، وأن كل هذه التدبيرات التي أقوم بها إنما تجري بعلمك وإرشادك ورجائك حتى يحضر علي بك ويتم كل شيء على يديه برا بما تعاقدت القلوب عليه من قبل، فهي تضحي بنفسها وبعلاقتها بأختها وبكرامتها أيضا من أجلك أنت؛ ثقة منها أنها تجد أخا مكان الأخت، وهذا أول مظاهر الزوجية المناصرة، وإلا فما كانت تساق في هذا الظرف كما سقتها يا خليل.
خليل :
وا خجلي! ما أشد نبل نفسها وأصغر نفسي!
بشير :
لا يا بني، لا، لست صغير النفس، وإلا فما كنت سعيت في الجمع بينكما، إنك على جانب الإسراف في الحياء، وهو أقبح صفات الرجولة. الحياء في الحق ضعف ونقيصة من شأنه أن يوقع الإنسان فيما لا تقره نفسه الكريمة، ولكنه أمر يزول بالتحذير، وتنبيه صاحبه إلى وجه المضرة منه. وأنت يا بني شاب في مقتبل الشباب، عشت بعيدا عن الدنيا التي أنت منها، دنيا المسلمين والإسلام، وغذيت شيئا من لبأ الفوضى التي يسمونها حرية، ووجدت هنا ما أغراك على المضي في سبيلك ذلك، فكان منك ما كان، ولكنك يا بني لا تزال رخصا، وأرى نفسك الدفينة تنضح بخير هو معينها، ووجدت أن زواجك من عطية كفيل بردك إلى الصواب وإصلاح حالك، وفيه كما تعلم إصلاح لابنتي الأخرى صاحبة هذه الدار، ورد للسعادة والطمأنينة التي غمرتنا.
خليل :
شكرا لك يا عم بشير، شكرا، لو كان غيرك يعالج الأمر لما وجد إلا البتر دواء، ولا رأى إلا الحرمان جزاء، ولكنك كنت من الأبرار أهل الحكمة والرحمة معا (يتناول يد بشير أغا ويقبلها، وبشير يستغفر الله)
صفحه نامشخص